في ظل التوترات الاقتصادية والتكنولوجية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، تتجه الأنظار الآن نحو احتمال أن تقوم الصين ببيع تطبيق تيك توك للمستثمرين الأمريكيين، مع الاحتفاظ بحقوق الخوارزمية والملكية الفكرية، هذه الخطوة المحتملة تمثل تطورًا هامًا في ساحة التكنولوجيا العالمية، حيث تسعى الحكومتان إلى التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويضمن استمرارية التطبيق في الأسواق العالمية.
تفاصيل الصفقة
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المفاوضات بين الطرفين لم تصل بعد إلى اتفاق نهائي، وأن هناك تقدمًا في النقاشات حول إطار العمل الأساسي الذي سيحكم الصفقة، من بين النقاط الرئيسية التي تم التطرق إليها هو ترخيص الخوارزمية، والذي يُعد أحد الأصول القيمة التي تميز تيك توك عن غيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي، كما أن حقوق الملكية الفكرية الأخرى، مثل براءات الاختراع وحقوق النشر، ستكون جزءًا من الاتفاقية، لضمان حقوق الشركة الصينية الأصلية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتم تعديل موعد إتمام الصفقة، الذي كان مقررًا في 17 سبتمبر، حيث أن المفاوضات لا تزال جارية، وقد يتطلب الأمر مزيدًا من الوقت لإتمام جميع التفاصيل، ومن الجدير بالذكر أن الكونغرس الأمريكي سيكون له دور رئيسي في الموافقة على الصفقة، حيث يتطلب الأمر موافقة الجهات التشريعية قبل أن يتمكن المستثمرون من إتمام عملية الشراء بشكل رسمي.
تطوير نسخة أمريكية من تيك توك
في إطار التحضيرات للصفقة، تعمل شركة تيك توك على تطوير نسخة مخصصة للسوق الأمريكية، بهدف تلبية متطلبات الجهات التنظيمية وضمان استمرارية المحتوى للمستخدمين الأمريكيين، هذه النسخة ستتيح للمستخدمين الأمريكيين الوصول إلى محتوى محلي وعالمي، مع ضمان أن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون الأمريكيون يمكن أن يُعرض على الجمهور العالمي، والعكس بالعكس، ويأتي هذا التطوير في سياق جهود الشركة لتعزيز الشفافية والأمان، وتخفيف المخاوف المتعلقة بالأمن القومي التي أثارتها بعض الجهات الأمريكية.
المستثمرون المحتملون
حتى الآن، لا توجد معلومات رسمية حول الشركات أو المستثمرين الذين قد يشاركون في عملية شراء تيك توك، إلا أن هناك تكهنات واسعة بأن شركات تكنولوجيا كبرى، مثل أمازون أو شركات استثمارية أخرى، قد تكون من بين المهتمين بالصفقة، يُعتقد أن المستثمرين المحتملين يرون في تيك توك فرصة استثمارية كبيرة، نظرًا لشعبيته الواسعة وقوة علامته التجارية، خاصة في الأسواق الناشئة والدول ذات النمو السريع.
كما أن بعض المصادر تشير إلى أن الحكومة الصينية قد تكون مستعدة لتقديم تنازلات معينة، مثل الاحتفاظ بحقوق الخوارزمية، مقابل ضمان استمرارية التطبيق في الأسواق العالمية، وتقليل المخاطر السياسية والاقتصادية المرتبطة ببيع الشركة بالكامل.
تظل احتمالية إتمام صفقة بيع تيك توك قائمة، مع استمرار المفاوضات بين الصين والمستثمرين الأمريكيين، من المتوقع أن يتم الإعلان عن الاتفاق بشكل رسمي قريبًا، خاصة مع التقدم الذي أحرزه الطرفان في إطار العمل الأساسي للصفقة، ويُعد الاحتفاظ بحقوق الخوارزمية من قبل الصين مؤشرًا على أهمية التطبيق واستراتيجيته في السوق العالمية، حيث يُنظر إليه كأحد الأصول التكنولوجية الأكثر قيمة في العصر الرقمي.
وفي النهاية، يعكس هذا التطور مدى تعقيد العلاقات التجارية والتكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم، ويُظهر كيف يمكن أن تتغير موازين القوة والاستثمار في قطاع التكنولوجيا بشكل سريع، مع الحفاظ على مصالح جميع الأطراف المعنية.
