أثار الهجوم الإسرائيلي على قطر استياء كبيراً بين مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث اعتبروا أن العملية كانت تصرفاً أحادياً يضر بالعلاقات مع حليف رئيسي في المنطقة، في صباح الثلاثاء، رصدت القوات الأمريكية طائرات إسرائيلية تتجه شرقاً نحو الخليج، قبل أن تتلقى واشنطن توضيحاً من إسرائيل، لكن الصواريخ كانت قد أطلقت بالفعل، وفقاً لمصادر أمريكية نقلاً عن Axios.
الهجوم استهدف اجتماعاً لقيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما فاجأ البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب، خاصة وأنه جاء في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية تنتظر رد حماس على مقترح السلام الذي قدمه ترامب بشأن غزة، وكان المسؤولون في حماس يناقشون هذا المقترح خلال الاجتماع.
تعد قطر سابع دولة تتعرض لقصف إسرائيلي منذ بداية التصعيد في 7 أكتوبر 2023، وهو ما يعكس تصعيداً خطيراً في المنطقة، بعد أن أطلع ترامب على الهجوم الوشيك، أمر مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوفسكي بإبلاغ القطريين، إلا أن القصف كان قد وقع قبل أن يتمكن من التواصل معهم، وفقاً لمصدر أمريكي.
وفي سياق متصل، التقى مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رون درمر، في ميامي مع ويتكوفسكي وجاريد كوشنر، دون أن يكشف عن علمه المسبق بالهجوم على قطر، وفقاً لمصدر مطلع، وفي اتصال هاتفي، أعرب ترامب عن قلقه إزاء الهجوم، مؤكداً على ضرورة التوجه نحو السلام في المنطقة، حسبما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت.
وفيما يتعلق بردود الأفعال، أكد ترامب عبر منصة Truth Social أن القرار كان من قبل نتنياهو، وأنه وجه وزارة الخارجية لإنهاء اتفاق دفاعي مع قطر، وأشار إلى أن قطر تعتبر حليفاً قوياً للولايات المتحدة، وأن الهجوم في الدوحة يضر بالعلاقات بين البلدين، خاصة وأن قطر تلعب دوراً محورياً في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أعربت إدارة ترامب عن أسفها الشديد لوقوع الهجوم في الدوحة، خاصة وأنه وقع بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والتي تعرضت سابقاً لهجمات إيرانية، وأكدت أن الهدف من العملية كان القضاء على قيادات حماس، التي استفادت من معاناة سكان غزة، مع تأكيدها على ضرورة إنهاء الحرب وعودة الأسرى ورفات الشهداء.
وفي ردود الفعل، أعلنت حركة حماس مقتل خمسة من أعضائها، بينما زعم مسؤول إسرائيلي أن قيادات حماس كانت داخل المبنى المستهدف، من جانبها، قالت وزارة الداخلية القطرية إن أحد أفراد قوات الأمن الداخلي قتل في الهجوم، فيما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الهجوم يهدد استقرار المنطقة ويزيد من التوترات بين الحلفاء.
