تعيش مدينة غزة تحت وطأة قصف إسرائيلي متواصل، حيث تفاقمت الهجمات بشكل غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، مما أثار قلق السكان الذين اعتادوا على العيش في ظل هذا الوضع منذ عامين، لكنهم يشعرون أن الوضع الحالي مختلف تمامًا، وفقًا لما ذكره العديد منهم، أعلنت إسرائيل عن خطط لاحتلال مدينة غزة، التي تضم نحو مليون مدني، مما أدى إلى تصعيد الهجمات العسكرية، بما في ذلك الغارات الجوية، وقصف المدفعية، والانفجارات الناتجة عن المركبات التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
تركزت الهجمات على الأطراف الشمالية والجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة، مما أدى إلى تدمير العديد من المباني، تقول رحام أبو البيض، التي تعيش في حي أبو إسكندر شمال المدينة، إن نوع الصواريخ المستخدمة هذه المرة أكثر قوة وشراسة، حيث إن صوت الانفجارات أصبح أكثر رعبًا، وقوتها التدميرية أكبر.
يشارك ناصر مطر، وهو أب لثلاثة أطفال، نفس الشعور، حيث وصف الوضع بأنه أصبح "أكثر خطورة" في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجيش يستهدف المباني القريبة جدًا من منزله، تحدث مطر عن تجربته مع الانفجارات، حيث استيقظ هو وزوجته على صوت "مخيف للحركة"، معتقدين أنه صوت مواد بناء، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه ناتج عن روبوت عسكري إسرائيلي يتحكم فيه عن بُعد.
هذه الروبوتات، التي تحمل متفجرات، أصبحت تستخدم بشكل واسع من قبل القوات الإسرائيلية خلال الغزو المستمر، وغالبًا ما تستهدف المنازل المدنية، يصف مطر الانفجارات بأنها تشبه الزلزال، حيث شعر بتأثير انفجار أحد الروبوتات الذي دمر منزلًا يبعد حوالي 300 متر عن منزله، مما أدى إلى إصابات طفيفة لعائلته.
بينما قال باسم منير الحناوي، أحد سكان شمال غزة، إن الانفجارات تتركه يعاني من صداع شديد لساعات بسبب الضجيج، أضاف الحناوي أنه شهد هجمات سابقة على شمال غزة، لكنه يعتبر أن الهجمات الحالية أكثر شدة من أي شيء شهدوه من قبل.
وأوضح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، حيث لا يستطيع هو وعائلته التحرك حتى لمسافة عشرين مترًا بعيدًا عن منزلهم، رغم تقدم القوات الإسرائيلية، وفقًا للأمم المتحدة، فقد تم تهجير ما لا يقل عن 90% من الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر خلال النزاع المستمر، مما يزيد من معاناة السكان الذين فقدوا الكثير من حياتهم وأحبائهم.
يعيش السكان في حالة من الرعب المستمر، حيث تتزايد الهجمات الجوية والأرضية دون سابق إنذار، مما يترك وراءه عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى في الشوارع.
