عودة طالبان باكستان تهدد استقرار البلاد

عودة طالبان باكستان تهدد استقرار البلاد

تشهد باكستان عودة متزايدة لطالبان باكستان، مما يهدد استقرار البلاد بعد سنوات من الصراع مع الإرهاب، حيث تتركز الأنشطة المسلحة في إقليم خيبر بختونخوا، الذي قد ينزلق إلى صراع مشابه لفترة "الحرب على الإرهاب"، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين والعسكريين، ونزوح الملايين، وتدهور الاقتصاد الوطني، وفقاً لدراسات متعددة، منها دراسة لمؤسسة واطسون بجامعة براون، التي تقدر أن باكستان شهدت 32,000 حالة وفاة مباشرة نتيجة الحرب على الإرهاب بين عامي 2001 و2021، حيث بلغت ذروة العنف في عام 2009، وكان من بين القتلى نحو 8,000 من أفراد القوات الأمنية، بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، الذي بدأ في عام 2015 وانتهى في عام 2021، شهدت باكستان انخفاضاً ملحوظاً في عدد الهجمات المسلحة، لكن الوضع الحالي يشير إلى عودة العنف، حيث كانت شهرا يونيو ويوليو من هذا العام من بين الأكثر دموية منذ فترة طويلة.

وفقاً لأرقام طالبان باكستان، التي تُحدثها بشكل دوري كجزء من حملتها الدعائية، نفذت الجماعة وحلفاؤها نحو 700 هجوم على القوات الأمنية في خيبر بختونخوا، مما أسفر عن مقتل حوالي 400 وإصابة نحو 600. تُظهر الأرقام التي تقدمها الجيش الباكستاني أن عدد القتلى من المسلحين أعلى، لكن غياب المعلومات الدقيقة يجعل من الصعب التحقق من الأرقام من الجانبين، معظم الهجمات الأخيرة كانت منسقة، حيث استخدم المسلحون أساليب القنص والكمائن، مستهدفين العسكريين والقوافل والقواعد العسكرية.

كما أن طالبان باكستان تستخدم أسلحة متطورة وتكتيكات جديدة، مثل البنادق القناصة المزودة بمناظير حساسة للحرارة، مما يمكنهم من تنفيذ هجمات ليلية على دوريات الجيش، تدعي الحكومة الباكستانية أن عودة طالبان إلى كابول أدت إلى عبور أعداد كبيرة من المسلحين إلى باكستان، وأن الأسلحة الأمريكية المتبقية في أفغانستان تم تسليمها لطالبان باكستان، وهو ما تنفيه الحكومة الأفغانية.

كما استخدم المسلحون الطائرات بدون طيار للمراقبة وإسقاط القنابل الصغيرة، في الآونة الأخيرة، عززت طالبان باكستان قوتها من خلال انضمام مجموعات قبلية أصغر، تُعرف أيضاً باسم "لشكر"، إلى المنظمة الأكبر، كما يقول ريفات الله أوراكزاي، صحفي بارز من بيشاور.

ويشير أوراكزاي إلى أن "باكستان تواجه الآن فصائل مسلحة كبيرة تضم آلاف المقاتلين المحليين، حيث تتزايد الأعداد من الذين عبروا سابقاً من أفغانستان"، تواجه القوات العسكرية والأمنية في باكستان تحديات كبيرة، حيث لا يوجد دعم شعبي لعملية عسكرية واسعة النطاق في إقليم خيبر بختونخوا، رغم تصاعد الهجمات.

ويضيف أوراكزاي أن "السكان المحليين، وخاصة في المناطق القبلية، يشعرون بتعاطف مع طالبان باكستان، ولا يريدون أي نوع من العمليات العسكرية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة"، مشيراً إلى أن الذكريات المؤلمة من العمليات العسكرية السابقة لا تزال حاضرة في أذهانهم، خلال العمليات العسكرية السابقة ضد طالبان باكستان بين عامي 2008 و2010، تم تهجير ملايين الأشخاص في جميع أنحاء باكستان، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *