قال توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص، إن إسرائيل لا تهتم بالحدود التي وضعتها اتفاقية سايكس-بيكو في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن لديها "القدرة أو الرغبة" للسيطرة على لبنان وسوريا، وذلك في مقابلة مثيرة مع الشخصية الإلكترونية ماريو نوفل، والتي تم نشرها يوم الخميس، وأضاف باراك، الذي يشغل منصب السفير الأمريكي في تركيا، أنه لا يتوقع أن يوقع الرئيس السوري أحمد الشعار على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، مشيراً إلى العلاقات المتوترة بين مصر وإسرائيل، والتي قال إنها لم تعد "تتحدث مع بعضها البعض أو تتعاون".
يعتبر باراك شخصية بارزة في الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، وقد انتقد السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة، وفي حديثه عن الوضع في غزة، قال باراك إن ما يحدث هناك يجعل بقية العالم العربي "مرعوباً"، مضيفاً أن إسرائيل ترى أن الخطوط التي وضعتها اتفاقية سايكس-بيكو "بلا معنى"، وأنها ستتحرك كما تشاء لحماية الإسرائيليين وحدودهم.
وقد أبرمت اتفاقية سايكس-بيكو في عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، وهدفت إلى تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية في بلاد الشام، خلال زيارته لبيروت هذا الأسبوع، كان باراك يسعى إلى نزع سلاح حزب الله، وكان يتوسط في محادثات بين سوريا وإسرائيل.
وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل ستغزو لبنان أو سوريا، أوضح باراك أنه لا يعني أن إسرائيل ترغب في "السيطرة" على جيرانها، بل ستتصرف ضد أعدائها، وأكد أن "إسرائيل لديها القدرة أو الرغبة في السيطرة على لبنان، لكن لماذا لم تفعل ذلك.
"، وأشار باراك إلى أن إسرائيل تسعى للحفاظ على حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لتعزيز سيطرتها.
كما أنه يسعى للتوسط في اتفاق يتضمن تسليم حزب الله لأسلحته الثقيلة إلى القوات المسلحة اللبنانية، في حين ترغب لبنان في انسحاب إسرائيل من جنوب البلاد، في وقت سابق، تعرضت قوات حزب الله لضرر كبير في المعارك بعد الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وفي نوفمبر، اضطرت حزب الله إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، والذي استخدمته إسرائيل لقصف لبنان دون رد من حزب الله.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم جنوب لبنان في وقت سابق من هذا العام، إلا أنها لا تزال تحتل خمس تلال في الجنوب، باراك، الذي هاجر أجداده من لبنان إلى الولايات المتحدة، أبدى اهتمامه الشخصي في القضية اللبنانية، حيث طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع هذا الأسبوع أن "يمنح لبنان فرصة"، مشيراً إلى أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون "قاسية" على الجميع.
وأكد باراك أن نتنياهو أبدى موافقته، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة، تجدر الإشارة إلى أن جنديين لبنانيين قُتلا يوم الخميس جراء غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية، مما يزيد من التوترات في المنطقة.
