تعتبر الأقمار الصناعية عنصراً أساسياً في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، حيث تلعب دوراً محورياً في تعزيز قدرات الدولة العبرية في مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة من إيران وميليشيات الحوثي في اليمن، وقد أظهرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن هناك تحولاً جذرياً في كيفية استخدام هذه الأقمار، في السنوات الأخيرة، حققت إسرائيل تقدماً ملحوظاً في استخدام الأقمار الصناعية من حيث الجودة والكمية، مما ساهم في تحسين قدراتها الاستخباراتية والتجسسية، حيث يمكن للأقمار الصناعية أن توفر معلومات دقيقة حول تحركات العدو، وتساعد في التخطيط للعمليات العسكرية، مما يعزز من فعالية الردود الإسرائيلية على التهديدات.
نقلاً عن مصادر عسكرية، فإن الأقمار الصناعية الإسرائيلية تتيح لها مراقبة الأنشطة العسكرية الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك دعمها للحوثيين في اليمن، حيث تعتبر هذه الميليشيات جزءاً من استراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، مما يجعل من الضروري لإسرائيل أن تكون على دراية كاملة بتحركاتهم، أحد المشاريع البارزة في هذا السياق هو إطلاق القمر الصناعي "درور 1"، الذي تم إطلاقه في 13 يوليو 2025، والذي يعد جزءاً من جهود إسرائيل لتعزيز قدراتها في مجال الاتصالات والمراقبة، حيث يمكن لهذا القمر أن يوفر تغطية شاملة لمناطق النزاع، مما يسهل على القوات الإسرائيلية اتخاذ القرارات السريعة والفعالة.
تتضمن الاستخدامات العسكرية للأقمار الصناعية أيضاً القدرة على توجيه الضربات بدقة عالية، حيث يمكن استخدام المعلومات التي تجمعها هذه الأقمار لتحديد الأهداف بدقة، مما يقلل من الأضرار الجانبية ويزيد من فعالية العمليات العسكرية، وهو ما يعتبر عاملاً حاسماً في أي صراع، تسعى إسرائيل إلى تعزيز قدراتها الفضائية بشكل مستمر، حيث تعتبر هذه التكنولوجيا ضرورية لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة، ومع تزايد التوترات مع إيران، فإن استخدام الأقمار الصناعية سيظل جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية، مما يضمن لها التفوق في ساحة المعركة.
في ظل هذه التطورات، يتوقع أن تستمر إسرائيل في استثمار المزيد من الموارد في تطوير تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك الأقمار الصناعية، لتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة، وضمان أمنها القومي في بيئة معقدة ومتغيرة.
