شنت القوات الإسرائيلية هجمات على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجانبين، حيث جاءت هذه الهجمات بالتزامن مع خطاب متلفز لزعيم الحوثيين، مما زاد من حدة الأوضاع في المنطقة، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية، لم تنجح هذه العمليات حتى الآن في وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين، لكن من جهة أخرى، لم تسجل أي إصابة إسرائيلية نتيجة لهجمات الحوثيين منذ يوليو 2024، مما يشير إلى توازن دقيق في الصراع القائم.
تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين قد احتفلوا في 21 سبتمبر 2023 بالذكرى التاسعة لتوليهم السيطرة على العاصمة صنعاء، حيث أقاموا عرضًا عسكريًا شهد مشاركة واسعة من القوات الحوثية، بما في ذلك عرض لمركبات تحمل صواريخ، تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه اليمن صراعًا مستمرًا منذ عدة سنوات، حيث تتداخل فيه الأبعاد الإقليمية والدولية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد، ويعكس أيضًا التوترات المتزايدة بين إيران، التي تدعم الحوثيين، وإسرائيل.
التحليلات تشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة التي يمثلها هؤلاء على الأمن الإقليمي، حيث يعتبر الحوثيون أحد الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة، مما يثير قلق دول الخليج، في الوقت نفسه، تواصل القوى الدولية جهودها للوساطة في النزاع اليمني، حيث تسعى الأمم المتحدة إلى إيجاد حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى أزمة إنسانية خانقة في البلاد، لكن التصعيد العسكري الأخير قد يعقد هذه الجهود.
تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تصعيد أكبر في الصراع، مما قد ينعكس سلبًا على الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في الغذاء والدواء، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية، في ظل هذه الظروف، يبقى الوضع في اليمن متقلبًا، حيث يتطلع الجميع إلى أي مؤشرات على تهدئة أو تصعيد محتمل في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار التصريحات المتبادلة بين الأطراف المعنية.
