في خطوة غير متوقعة، بدأ فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات مباشرة مع حركة حماس في الدوحة، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان ترامب عن خطته المثيرة للجدل التي تهدف إلى إفراغ قطاع غزة من الفلسطينيين بشكل دائم، مما أثار تساؤلات حول التوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، تاريخياً، كانت الولايات المتحدة تلتزم بسياسة عدم التفاوض مع حماس، التي صنفتها كمنظمة إرهابية منذ عام 1997، حيث كان يُعتبر مجرد الدعوة إلى مثل هذه المحادثات بمثابة نهاية مهنية للعديد من الدبلوماسيين.
ومع ذلك، فإن هذه المحادثات الأخيرة التي قادها المفاوض الأمريكي آدم بوهلر، لم تكن غير مباشرة أو عبر وسطاء، بل كانت وجهاً لوجه، مما يشير إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية، خلال هذه المحادثات، عرضت حماس اتفاقاً لوقف إطلاق النار يمتد من خمس إلى عشر سنوات، بالإضافة إلى مناقشة تبادل الأسرى، مما يدل على أن هذه المفاوضات لم تكن محدودة النطاق.
هذا التطور أثار غضب القيادة الإسرائيلية، التي تخشى من سياسة أمريكية منفصلة تجاه حماس، حيث أكد بوهلر في مقابلة مع CNN أن الولايات المتحدة ليست وكيلًا لإسرائيل، يبدو أن ترامب، الذي يضع مصلحة أمريكا أولاً، لا يتردد في اتخاذ خطوات قد تثير استياء بعض المانحين الرئيسيين له، مثل مريم أدلسون.
على الرغم من أن ترامب قد يُنظر إليه على أنه داعم لإسرائيل، إلا أنه أثبت أنه قادر على اتخاذ قرارات قد تتعارض مع رغباتها إذا كانت تخدم مصالحه، تاريخياً، كان هناك قادة إسرائيليون مثل مناحيم بيغن وإسحاق شامير، الذين تم تصنيفهم كإرهابيين من قبل البريطانيين بسبب هجماتهم القاتلة، ومع ذلك، لم يمنع ذلك الدول من التفاوض معهم.
وهذا يطرح تساؤلات حول ما قد يفعله ترامب في المستقبل، وما إذا كان سيتفق على صفقة مع حماس دون موافقة إسرائيل، في الوقت الذي يواجه فيه ترامب انتقادات واسعة، يمكن القول إنه قام بخطوة ذكية في السياسة الأمريكية من خلال الانفتاح على حماس، حيث إن التفاوض مع أحد الأطراف في النزاع هو جزء أساسي من تحقيق أي اتفاق.
هذا التحول في السياسة قد يفتح الأبواب لمزيد من المحادثات مع جماعات أخرى مثل حزب الله أو الحوثيين، إذا شعر أن ذلك يخدم مصالحه، إن هذه الديناميكيات الجديدة في السياسة الأمريكية تجاه حماس قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد تضع ترامب في موقف يمكنه من تحقيق إنجازات دبلوماسية قد تكون غير متوقعة.
