اتهمت القوات المسلحة السودانية قائد الميليشيات الليبية خليفة حفتر بالمشاركة في هجوم مشترك على الحدود مع قوات الدعم السريع، وذلك في سياق الصراع المستمر في الخرطوم، حيث يُعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يُزعم فيه تورط مقاتلين ليبيين في النزاع السوداني، وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني نabil عبدالله أن الهجوم وقع يوم الثلاثاء على الحدود بين السودان وليبيا ومصر، مشيراً إلى أن قوات حفتر هاجمت مواقع الجيش بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، واصفاً ذلك بأنه "عدوان صارخ على السودان" يهدف إلى السيطرة على المنطقة الحدودية، لم ترد قوات الدعم السريع أو حفتر على هذه الاتهامات حتى الآن، بينما اتهمت وزارة الخارجية السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم حفتر وكذلك قوات الدعم السريع، بدعم الهجوم المشترك، واعتبرت ذلك "تصعيداً خطيراً" و"انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، في حين نفت أبوظبي دعمها للمجموعة شبه العسكرية.
أشارت الوزارة إلى أن "حدود السودان مع ليبيا لطالما كانت ممرًا للأسلحة والمرتزقة الذين يدعمون قوات الدعم السريع، والتي تمولها الإمارات"، مما يعكس تعقيدات الصراع في المنطقة وتأثير القوى الإقليمية، تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع في حالة حرب مع القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023، وقد تصاعدت حدة القتال في الأسابيع الأخيرة في معاقل رئيسية، خاصة في دارفور وكردفان، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية.
وقد استخدمت كلا الجانبين الطائرات المسيرة، والغارات الجوية، ووحدات الاستخبارات، والقوات الخاصة في عمليات متزايدة العدوانية، خصوصاً في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، وميناء السودان، الذي يُعتبر مقراً للإدارة المتحالفة مع القوات المسلحة، في الأيام الأخيرة، شنت القوات المسلحة السودانية غارات جوية مستمرة على المنشآت العسكرية في نيالا، مع التركيز على مطار المدينة الدولي، مما يعكس تصعيداً في العمليات العسكرية.
وقد أسفرت الحرب في السودان عن نزوح ملايين الأشخاص ومقتل عشرات الآلاف، بينما تم اتهام قوات الدعم السريع باستخدام واسع النطاق للعنف الجنسي، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني حوالي 25 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في السودان، حيث تتفاقم الأزمات نتيجة النزاع المستمر وتدخلات القوى الخارجية.
