ظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير في مقطع فيديو وهو يهدد مروان البرغوثي، أبرز الأسرى الفلسطينيين، حيث قال له إن إسرائيل ستقوم "بمحو" أي شخص يعارضها، ويعتبر هذا الظهور الأول للبرغوثي علنًا منذ سنوات، حيث بدا عليه علامات الكبر والنحافة، وكان يرتدي قميصًا داخليًا أبيض، مما جعله شبه غير قابل للتعرف عليه، في الفيديو الذي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، قال بن غفير للبرغوثي: "من يعبث بشعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نساءنا، سنقوم بمحوهم، لن تستطيعوا هزيمتنا".
يُذكر أن البرغوثي محتجز في السجن منذ عام 2004، وهو شخصية بارزة في حركة فتح، التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، وقد تم استهدافه من قبل إسرائيل بسبب دوره القيادي في الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005 وشعبيته بين الجمهور، قال قاسم البرغوثي، نجل مروان، لموقع Middle East Eye إن عائلته تشعر بتهديد خطير على حياة والده، خاصة بعد هذا الفيديو الأخير.
وأوضح قاسم أن "هناك نهج مستمر منذ عامين لتهديده واعتداء عليه، وقد تعرض للاعتداء لأول مرة قبل عامين في بداية الحرب وأصيب بدرجات متفاوتة"، وأضاف أن التهديد الذي أطلقه بن غفير، الذي يمثل أعلى هرم الأمن الإسرائيلي، يدل على وجود خطر حقيقي على حياة والده.
وأشار قاسم البرغوثي إلى أنه "من الواضح أن هناك تهديدًا مباشرًا باغتياله داخل زنزانته"، وأن استهداف وإساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين هو جزء من الإبادة التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بن غفير كان يزور سجن غنوت في تل أبيب مع مفوض خدمات السجون كobi Yaakobi "لمراقبة تدهور أوضاع الإرهابيين المحتجزين".
يُحتجز البرغوثي في عزلة منذ فترة طويلة، وقد حُكم عليه بخمس مؤبدات بالإضافة إلى 40 عامًا في سجن إسرائيلي بسبب هجمات أدت إلى مقتل خمسة أشخاص، ورغم ذلك رفض الدفاع عن نفسه، مؤكدًا عدم اعترافه بشرعية المحكمة، تشير استطلاعات الرأي إلى أن البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، سيكون مرشحًا قويًا للرئاسة الفلسطينية إذا أجريت الانتخابات وتمكن من الترشح.
في يناير، أفاد موقع Middle East Eye أن مصر وقطر، جنبًا إلى جنب مع حماس، كانت تستخدم "جميع الوسائل المتاحة" لضمان الإفراج عن البرغوثي كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأكد مصدر مقرب من المفاوضات أن اسمه كان من بين الشخصيات الرئيسية التي سيتم تبادلها مقابل الأسرى الإسرائيليين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر 2023 خلال الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل.
أفادت مصادر أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واللواء حسن محمود رشاد، مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، قد تدخلوا شخصيًا لدفع الإفراج عنه، لكن مصدرًا سابقًا قال لموقع Middle East Eye إن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أرادوا استبعاده من أي تبادل، خوفًا من أن يهدد ذلك قيادة الرئيس محمود عباس، بعد نشر الفيديو يوم الخميس، قال عوني المشني، مرشح سابق عن حركة فتح مدعوم من البرغوثي، لموقع Middle East Eye إن "بن غفير يعتقد أنه يهين الشعب الفلسطيني بهذا العرض"، مضيفًا أن "الشعب الفلسطيني وجميع محبي مروان فخورون بثباته الأسطوري ومواقفه العظيمة ورفضه التراجع أمام قسوة الاحتلال".
وأكد أن "إرادة الحرية التي يمثلها مروان لن تُكسر أمام الطغيان والظلم والغطرسة".
