أحمد أبو عزيز، الصحفي الذي لم يتوقف عن العمل، قُتل يوم الاثنين الماضي في غزّة، حيث كان يغطي الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر في خان يونس، وقد قُتل معه أربعة صحفيين آخرين وعامل إنقاذ، وذلك في واحدة من أكثر الحروب دموية للصحفيين في التاريخ، حيث قُتل 245 صحفياً فلسطينياً منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، وفقاً لمصادر متعددة، منها Middle East Eye، أبو عزيز، البالغ من العمر 28 عاماً، كان مراسلاً رئيسياً لموقع Middle East Eye في جنوب غزّة، وقد عُرف بشجاعته وعزيمته في تغطية الأحداث رغم الألم والتهجير والجوع.
عانى أحمد من آلام مزمنة في الظهر نتيجة إصابة سابقة، ومع ذلك، كان دائماً أول من يصل إلى مواقع الأحداث، حيث كان يصر على إكمال تقاريره حتى في أوقات الألم الشديد، قبل وفاته بدقائق، أرسل أحمد رسالة إلى زميله الصحفي سامر البوجي، يطلب منه التركيز على معاناة الأطفال الذين يموتون جوعاً، مما يعكس التزامه العميق بقضايا مجتمعه.
كان أبو عزيز قد تزوج حديثاً من خطيبته المحامية لوسي صالح، ورغم الظروف الصعبة، كان يحلم بمستقبل أفضل له ولعائلته، عاش أبو عزيز في خان يونس، المدينة الثانية في قطاع غزّة، وقد شهد أربعة حروب إسرائيلية على غزّة، بالإضافة إلى حصار استمر 17 عاماً.
في بداية عام 2024، بدأ العمل مع Middle East Eye، حيث استخدم اسم أحمد عزيز لأسباب أمنية، وقد تم تهجيره مرتين قبل أن يُقتل، في الأسابيع الأخيرة، تم إعلان المجاعة رسمياً في غزّة نتيجة الحصار الإسرائيلي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقد أشار أبو عزيز إلى أنه فقد 14 كيلوغراماً من وزنه خلال أربعة أشهر، وكان يتمكن من تناول وجبة واحدة كل 36 ساعة، مما يعكس الوضع المأساوي الذي يعاني منه سكان غزّة، تحدثت لبنى مصاروة، رئيسة مكتب Middle East Eye في القدس، عن أحمد قائلة إنه كان استثنائياً، حيث كان لديه طموح كبير وعزيمة قوية، وكان قادراً على رؤية التفاصيل الدقيقة في الأحداث، خاصة فيما يتعلق بقضايا النساء.
لقد كان أحمد مثالاً للصحفي الملتزم بقضايا بلاده، وقد ترك وراءه إرثاً من الشجاعة والتفاني في العمل الصحفي.
