الولايات المتحدة تدفع نحو نزع سلاح حزب الله لتعزيز المكاسب الإقليمية

الولايات المتحدة تدفع نحو نزع سلاح حزب الله لتعزيز المكاسب الإقليمية

تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز مكاسبها الإقليمية من خلال الضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وذلك في ظل تباين المواقف بين القوى الإقليمية، في أغسطس، زار علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بيروت للقاء الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نواف سلام، حيث عبر عن معارضة طهران لقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.

وأفادت مصادر أن عون وسلام لم يكونا لطيفين في ردودهما على لاريجاني، مما يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، في المقابل، قام المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توم باراك، بزيارة لبيروت حيث انتقد الصحفيين اللبنانيين ووصفهم بـ"الوحوش"، بينما اعتبرت نائبة المبعوث، مورغان أورتاغوس، حزب الله بأنه "تافه".

هذه التصريحات أثارت ردود فعل واسعة، حيث اعتبرها الكثيرون تعبيراً عن عنصرية واستعلاء ثقافي، خلال هذه الزيارة، انضم باراك إلى عدد من المشرعين الأمريكيين في حفل كوكتيل، حيث ناقش السيناتور ليندسي غراهام إمكانية إبرام اتفاق دفاعي بين الولايات المتحدة ولبنان.

تأتي هذه التحركات في سياق الحرب الإسرائيلية التي بدأت في أكتوبر 2024، والتي تهدف إلى تغيير ميزان القوى في لبنان لصالح الحكومة اللبنانية ضد حزب الله، وقد تعرض الحزب لضغوط شديدة نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية والاغتيالات، مما أدى إلى تراجع قوته.

في بداية العام، استغل المعارضون المحليون لحزب الله هذه الظروف، وتمكنوا من انتخاب حكومة إصلاحية بقيادة عون وسلام، زيارة باراك، التي جاءت قبل أيام من إعلان الجيش اللبناني عن خارطة طريق لنزع سلاح حزب الله، تشير إلى أن الولايات المتحدة تأمل في تحقيق تقدم في هذا الملف.

وقد حاولت الولايات المتحدة ومعارضو حزب الله نزع سلاحه في السابق، لكنهم فشلوا، ومع ذلك، يرى المحللون أن الوضع الحالي قد يكون مختلفاً.

حيث قال المحلل موهند هاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن "لبنان أقرب من أي وقت مضى إلى نزع سلاح حزب الله"، أحد الأسباب وراء هذا التقدم هو استمرار الضغوط الإسرائيلية على الحزب، حيث تم تدمير العديد من مخازن أسلحته.

وأشار هاج علي إلى أن "حزب الله لم يعد لديه الكثير من الأسلحة، حيث تتعرض مخازنه للقصف بشكل أسبوعي"، كما أن حليف حزب الله في سوريا، بشار الأسد، قد تم الإطاحة به في العام الماضي، مما زاد من تعقيد الوضع بالنسبة للحزب.

في ظل هذه الظروف، قد يجد حزب الله أنه من مصلحته تسليم صواريخه متوسطة وطويلة المدى، وأوضح باراك أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بأسلحة حزب الله الصغيرة، مشيراً إلى أن "إسرائيل أظهرت أن صواريخ حزب الله لم تكن فعالة ضد الدفاعات الجوية الأمريكية".

كما أشار مسؤولون أمريكيون وإقليميون إلى أن باراك قد أبدى استعداداً للعمل مع حزب الله إذا تم نزع سلاحه، وقد أظهرت الولايات المتحدة مرونة في التعامل مع الجماعات المسلحة، حيث ألغت العقوبات على هيئة تحرير الشام بعد توليها السلطة في سوريا.

هذه الديناميكيات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة لتغيير استراتيجيتها تجاه حزب الله إذا استجاب الحزب لمطالب نزع السلاح.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *