تقوم إيران حالياً بعمليات تعقيم لمواقعها النووية، وذلك بعد تعرضها لعدة ضربات من قبل إسرائيل، حيث تم استهداف موقع SPND النووي مرتين في يونيو الماضي، مما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه المنشآت، وخصوصاً في ظل عدم تقديم إيران معلومات واضحة حول طبيعة أنشطتها النووية، إذا كانت هذه المواقع مخصصة فقط للأغراض العلمية والمدنية، لكان من المتوقع أن تعرض إيران هذه المنشآت على وسائل الإعلام الدولية، وتسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها، لكن عدم القيام بذلك يزيد من الشكوك حول نواياها، ويعزز المخاوف من أنشطة غير معلنة.
تشير التقارير إلى أن الصور الفضائية تظهر الأضرار التي لحقت بمركز التكنولوجيا النووية في أصفهان، بعد الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجهها إيران في سياق برنامجها النووي، والذي يعتبره العديد من الدول تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، تسعى إيران من خلال هذه الخطوات إلى تقليل الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية، وتعزيز موقفها في المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية عليها، خاصة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
في الوقت نفسه، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي، مما يثير قلق المجتمع الدولي، حيث يعتبر البعض أن هذه الأنشطة قد تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية، تتزايد المخاوف من أن إيران قد تستخدم هذه المواقع لأغراض عسكرية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، وضمان عدم تحول هذه الأنشطة إلى تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة المجتمع الدولي على التأثير على إيران، وضمان التزامها بالمعايير الدولية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، والتي قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع بشكل أكبر.
