تُعد شركة ميتا من بين الشركات الرائدة في مجال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منصاتها الاجتماعية، حيث تسعى إلى تحسين تجربة المستخدمين وتقديم أدوات مبتكرة لتعزيز الأمان والخصوصية، ومع تزايد استخدام المراهقين لهذه المنصات، أصبح من الضروري توفير أدوات تحكم أبوية فعالة تضمن حماية الشباب من المحتوى غير الملائم والتفاعلات التي قد تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والعاطفية.

تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع على منصات ميتا، خاصة في ميزة روبوت الدردشة التي تتيح للمستخدمين التفاعل مع أنظمة ذكية تقدم إجابات وتوصيات، وأحيانًا تخلق تجارب تفاعلية غنية، ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على هذه التقنيات قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، خاصة مع المراهقين الذين قد يدخلون في محادثات عاطفية أو غير مناسبة مع الروبوتات، مما يثير مخاوف حول سلامة المستخدمين الصغار.
الخطوة الجديدة من ميتا
استجابة لهذه التحديات، أعلن آدم موسيري، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، عن إطلاق أدوات تحكم أبوية جديدة ستُطرح بداية العام القادم، تهدف هذه الأدوات إلى حماية المراهقين من المحتوى غير الملائم والتفاعلات غير المرغوب فيها مع روبوتات الدردشة، مع توفير أدوات مرنة وسهلة الاستخدام للآباء والأمهات لمراقبة وتوجيه استخدام أبنائهم للمنصات.
تشمل هذه الأدوات خيارات متنوعة، مثل حظر الوصول إلى شخصيات أو موضوعات معينة، أو حتى حظر الوصول الكامل إلى ذكاء ميتا الاصطناعي لأفراد الأسرة، مما يمنح الآباء سيطرة أكبر على نوعية التفاعلات التي يخوضها أبناؤهم مع التكنولوجيا.
ميزات التحكم الجديدة
بالإضافة إلى أدوات الحظر، ستتيح ميتا للأهل تلقي ملخصات دورية حول المواضيع التي يناقشها أبناؤهم مع روبوتات الدردشة، مما يمنحهم نظرة أعمق على نوعية التفاعلات والمحتوى الذي يتعرض له المراهقون، من المتوقع أن تتضمن هذه الميزات تقارير مفصلة عن الكلمات المفتاحية، والمواضيع الشائعة، والنشاطات التي يقوم بها المستخدمون، بهدف تمكين الآباء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام أبنائهم للتقنيات.
حتى الآن، لم تكشف ميتا عن التفاصيل الدقيقة لكيفية عمل هذه الميزات، إلا أن الشركة أبدت نيتها الإعلان عنها بشكل رسمي قريبًا، مع التركيز على ضمان التوازن بين حماية الأطفال والحفاظ على حرية التفاعل والتعبير.
الاستمرارية في توفير المعلومات للمراهقين
رغم تقديم أدوات الرقابة، أكدت ميتا أن روبوتات الدردشة ستظل متاحة للمراهقين، مع ضمان توفير معلومات مفيدة وميزات حماية مناسبة للعمر، يهدف هذا النهج إلى عدم عزل المراهقين عن التكنولوجيا، بل إلى تمكينهم من استخدامها بشكل آمن ومسؤول، مع تقديم إرشادات وتوجيهات تساعدهم على فهم حدود التفاعل مع الذكاء الاصطناعي.
وتؤكد الشركة على أن أدوات الرقابة الجديدة ستساعد المراهقين على الاستفادة من مزايا التكنولوجيا، مع تقليل المخاطر المحتملة، من خلال توفير بيئة تفاعلية آمنة تدعم النمو النفسي والاجتماعي للشباب.
التوسع والتوافر
في الوقت الحالي، ستقتصر هذه التغييرات على منصة إنستغرام، مع خطط مستقبلية لتوسيعها إلى منصات أخرى تابعة لميتيا، مثل فيسبوك وواتساب، ستبدأ الأدوات الجديدة في التوفر للمستخدمين الناطقين باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة، وأستراليا، مع نية التوسع إلى أسواق أخرى في المستقبل.
هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية ميتا لتعزيز الأمان الرقمي للمراهقين، مع التركيز على التفاعل الآمن مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوفير أدوات مرنة للأهل لضمان حماية أبنائهم من المحتوى غير المناسب، مع الحفاظ على حرية التعبير والتفاعل.
وفي سياق متصل، تعكس هذه المبادرة التزام الشركة بتطوير بيئة رقمية أكثر أمانًا، حيث يمكن للمراهقين الاستفادة من التكنولوجيا بشكل مسؤول، مع دعم الأهل في مراقبة وتوجيه استخدام أبنائهم للمنصات الاجتماعية، بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة ومتطلبات السلامة الرقمية.
