أعلنت جماعة الحوثيين عن مقتل رئيس وزرائها غاليب الراحوي، وذلك جراء غارة جوية نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الخميس الماضي، وقد أسفرت الغارة أيضاً عن مقتل ثمانية وزراء آخرين كانوا متواجدين في المكان، وفقاً لما ذكرته مصادر الحوثيين، كما أفادت التقارير أن عددًا من الوزراء الذين كانوا حاضرين أثناء الغارة تعرضوا لإصابات خطيرة ومتوسطة، وهم الآن يتلقون العلاج الطبي في مستشفيات محلية، وقد أثارت هذه الغارة ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبرت ضربة قوية للجماعة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه اليمن صراعًا مستمرًا منذ عدة سنوات، حيث تتصارع فيه القوى المختلفة على السلطة والنفوذ، وقد زادت الضغوطات على الحوثيين في الآونة الأخيرة، مما جعلهم عرضة لمزيد من الهجمات العسكرية، خاصة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، نقلاً عن مصادر محلية، فإن الغارة الإسرائيلية استهدفت موقعًا يُعتقد أنه كان يجمع قيادات الحوثيين، وهو ما يعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة تستهدف تقويض نفوذ الجماعة في المنطقة، وقد أثارت هذه الاستراتيجية قلق العديد من المراقبين الذين يرون أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
من جهة أخرى، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تعليق رسمي حول الغارة، لكن هناك توقعات بأن تلجأ إسرائيل إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحوثيين، خاصة في ظل تزايد التهديدات التي تشكلها الجماعة على مصالحها في المنطقة، بما في ذلك تهديدات الهجمات الصاروخية، تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين قد أعلنوا في السابق عن استهدافهم لمصالح إسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الصراع في المنطقة، ويعكس التوترات المتزايدة بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك إيران التي تدعم الحوثيين.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى الوضع في اليمن معقدًا، حيث يعاني المدنيون من آثار الصراع المستمر، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلاً لحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وتجنب المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الشعب اليمني.
