منظمة حقوقية فلسطينية تقدم أدلة دامغة على الإبادة الجماعية في غزة

منظمة حقوقية فلسطينية تقدم أدلة دامغة على الإبادة الجماعية في غزة

قدمت منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يوم الخميس، أدلة جديدة تدين إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في غزة، متهمة إياها بالسعي إلى القضاء على الفلسطينيين في القطاع، في تقريرها الذي يحمل عنوان "أصوات الإبادة"، والذي يمتد على 204 صفحات، خلصت المنظمة إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة من الأفعال الخمسة المحظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، مع نية تدمير الفلسطينيين في غزة كمجموعة.

سبق للمركز الفلسطيني أن وصف سلوك إسرائيل في غزة بأنه إبادة جماعية، إلا أن تقرير الخميس يمثل تتويجًا لتوثيق المنظمة للأدلة على الإبادة الجماعية على مدى 22 شهرًا، التقرير، الذي تم إصداره يوم الخميس، يتماشى مع تقارير أخرى من منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية كبرى، والتي تصف أيضًا أفعال إسرائيل في غزة بأنها إبادة جماعية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الجريمة الأكثر خطورة بموجب القانون الدولي.

أفاد خبراء بارزون في القانون الدولي والهولوكوست لموقع Middle East Eye بأن أفعال إسرائيل في غزة تلبي العتبة القانونية للإبادة الجماعية، يأتي هذا التقرير بعد أسبوع من إعلان مراقب المجاعة التابع للأمم المتحدة أن مجاعة فرضتها إسرائيل قد حدثت في غزة نتيجة الحصار ومنع المساعدات الإنسانية.

قال راجي السوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، "منذ اللحظة الأولى للاعتداء العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت نية ارتكاب الإبادة الجماعية واضحة"، وأضاف السوراني في مقدمة التقرير، "لم تكن هذه النية معبرًا عنها فقط من قبل كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل كانت واضحة أيضًا من خلال السياسات والأفعال التي اتخذتها الدولة وتأثيراتها الفورية وطويلة الأمد".

واعتبر السوراني أن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون خلال إبادة غزة هي الأسوأ منذ إنشاء إسرائيل، مشيرًا إلى أن "حتى النكبة عام 1948، بما فيها من قتل وحشية وتهجير، لا يمكن مقارنتها بحجم الدمار وسفك الدماء الذي تعيشه غزة اليوم"، كما اتهم السوراني الولايات المتحدة والدول الغربية بالتواطؤ في أفعال إسرائيل.

وأوضح أن التقرير جاء بتكلفة عالية، حيث قال: "هذا التقرير مبني على أدلة وشهادات تم جمعها من الناس على الأرض، وهي أدلة كلفت أرواح موظفينا"، يعتمد التقرير بشكل أساسي على شهادات من 1225 فلسطينيًا في غزة، تم جمعها بين أكتوبر 2023 ويناير 2025. يُعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أقدم منظمة حقوقية في غزة، وقد أفاد تقرير للأمم المتحدة العام الماضي بأن العديد من موظفي المنظمة وعائلاتهم قد قُتلوا منذ أكتوبر 2023، وأن مكاتب المركز قد تعرضت لأضرار جسيمة.

في 22 أكتوبر 2023، نجا السوراني من غارة جوية إسرائيلية في غزة، دمرت منزله المكون من طابقين، في أواخر فبراير من نفس العام، عبر إلى مصر مع عائلته.

منذ عام 2015، يقود السوراني الفريق القانوني الذي يمثل ضحايا غزة في المحكمة الجنائية الدولية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *