أعلنت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، صباح يوم الخميس، عن تفعيل آلية "العودة السريعة" لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، والتي كانت قد تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وذلك وفقًا لمصادر دبلوماسية أوروبية، في الرسالة الموجهة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، أكدت الدول الثلاث أنها مفتوحة للتفاوض مع إيران حول اتفاق نووي جديد خلال الثلاثين يومًا القادمة، قبل أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ.
آلية "العودة السريعة" تعيد تلقائيًا فرض جميع العقوبات التي تم رفعها بموجب الاتفاق النووي، مما يُتوقع أن يزيد من الضغط الاقتصادي على إيران، وقد يؤدي إلى رد فعل إيراني، هددت إيران في السابق بأن تفعيل آلية "العودة السريعة" سيؤدي إلى انسحابها من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقد رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على هذا الأمر، وكانت الدول الأوروبية قد أعطت إيران مهلة حتى نهاية أغسطس لاتخاذ خطوات لتجنب العقوبات، حيث كانت ترغب في استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، ومنح المفتشين الدوليين الوصول الكامل إلى المواقع النووية الإيرانية.
انتهت محادثات جنيف بين دبلوماسيين إيرانيين والدول الأوروبية دون نتائج ملموسة، حيث أفاد مصدر مطلع أن الإيرانيين لم يقدموا أي خطوات ملموسة، وأغلقوا الباب أمام إمكانية تمديد المهلة المتعلقة بالعقوبات، يوم الأربعاء، أبلغ وزراء الخارجية الفرنسي والألماني والبريطاني ورئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأنهم سيقومون بتفعيل آلية "العودة السريعة" يوم الخميس.
قال دبلوماسي أوروبي إن قادة الدول الثلاث يرون أن إيران كانت في انتهاك واضح لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، دون اتخاذ خطوات ملموسة لتصحيح هذا الوضع، من جهته، صرح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي للتلفزيون الإيراني بأن إيران سترد إذا تم تفعيل الآلية، بما في ذلك تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما تساءل الإيرانيون عن منطق معاقبتهم لعدم التفاوض مع الولايات المتحدة أو الامتثال للاتفاق النووي، في حين أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق ثم شنت هجمات عليهم خلال المفاوضات السابقة، عملية تفعيل آلية "العودة السريعة" تستغرق 30 يومًا، وتريد الدول الأوروبية إنهاء هذه العملية قبل أن تتولى روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في أكتوبر.
أشار دبلوماسي أوروبي إلى أن تفعيل عملية "العودة السريعة" لا يعني نهاية الدبلوماسية، حيث لا تزال الدول الثلاث منفتحة على الانخراط مع إيران خلال الأسابيع المقبلة حتى تدخل العقوبات حيز التنفيذ.
