أثار تعليق خبير إعلامي بريطاني جدلاً واسعاً بعد أن اعتبر أن الصحفيين ومرافق قناة الجزيرة في غزة كانوا أهدافاً عسكرية مشروعة لإسرائيل، جاء ذلك بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدد من الصحفيين العاملين في القناة، ومن بينهم أنس الشريف ومحمد قريحه ومحمد نوفل وإبراهيم زاهر، بالإضافة إلى صحفيين مستقلين، أندرو فوكس، الباحث في مؤسسة هنري جاكسون، نشر هذه التعليقات في منشور على منصة Substack، حيث أشار إلى أن القناة قد ساهمت في زيادة الضغط الدولي على إسرائيل، مما يعني أنها تشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية، وفقاً لما ذكره فوكس.
وقد أثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الصحفي، قال فوكس إن الجيش الإسرائيلي لديه الحق في اعتبار موظفي الجزيرة ومرافقها في غزة أهدافاً عسكرية مشروعة، مضيفاً أن هناك حججاً إضافية تشير إلى أن مرافق الجزيرة حول العالم قد أصبحت متورطة في النزاع، وبالتالي يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث قُتل ما لا يقل عن 246 صحفياً في غزة منذ بداية النزاع، في الوقت نفسه، لم ترد مؤسسة هنري جاكسون على استفسارات حول ما إذا كانت تدين تصريحات فوكس أو ما إذا كانت تخطط للاحتفاظ به كباحث.
تعتبر هذه المؤسسة من بين المراكز الفكرية المؤثرة في المملكة المتحدة، وقد تعرضت لانتقادات بسبب مواقفها التي تُعتبر معادية للإسلام، من جهة أخرى، كان أنس الشريف، الذي قُتل عن عمر يناهز 28 عاماً، واحداً من أبرز الصحفيين في غزة، وقد حصل على جائزة المدافع عن حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية.
وقد عُرف بتغطيته الشجاعة للأحداث في غزة، حيث كان آخر ظهور له على الهواء يتناول أزمة المجاعة التي تؤثر على سكان غزة، تجدر الإشارة إلى أن ادعاءات فوكس بأن الشريف كان عضواً نشطاً في كتائب القسام قد تم دحضها من قبل الأمم المتحدة ولجنة حماية الصحفيين، مما يثير تساؤلات حول مصداقية هذه التصريحات.
كما أن لجنة حماية الصحفيين كانت قد أصدرت نداءً لحماية الشريف قبل أسابيع من مقتله، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، تستمر النقاشات حول حرية الصحافة في ظل النزاعات المسلحة، حيث يُعتبر الصحفيون في كثير من الأحيان أهدافاً سهلة، مما يثير قلقاً كبيراً في المجتمع الدولي حول سلامتهم وحقهم في ممارسة عملهم دون خوف من الانتقام أو الاستهداف.
