استشهد الرياضي الفلسطيني الدولي علام عبد الله العمور صباح يوم الأربعاء برصاص القوات الإسرائيلية بالقرب من مركز مساعدات مدعوم من الولايات المتحدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، وكان العمور، الذي حصل على ميدالية برونزية في سباق 3000 متر في بطولة غرب آسيا 2023، يسعى للحصول على الإغاثة الإنسانية لعائلته، أعلنت الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى عن استشهاد العمور في منشور على فيسبوك، حيث عبر عن حزنه العميق لفقدان هذا العداء الشاب، وكتب: "ببالغ الحزن والأسى، ينعي الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى العداء الشاب علام العمور، الذي ascended إلى ربه شهيدًا".
وفقًا للاتحاد، قُتل العمور جراء القصف الإسرائيلي بينما كان يجمع المساعدات الغذائية، في ظل المجاعة التي تسببت بها إسرائيل في القطاع المحاصر، والتي أدت إلى وفاة 317 فلسطينيًا بسبب الجوع وسوء التغذية، وذكر المنشور أن العمور لم يتوقع أن تكون نهايته رصاصة في الرأس، بدلاً من حمل الطعام لإطعام عائلته.
كان هذا هو السباق الأخير للعمور، ليس على حلبة السباق، بل في سباق مؤلم نحو الآخرة، تاركًا وراءه قصة مؤثرة وذكريات جميلة في قلوب معجبيه وكل من سمع عن عزيمته وتفوقه، مثل العمور فلسطين في مسابقات عالمية، بما في ذلك بطولة غرب آسيا في قطر.
ووفقًا لأفراد عائلته الذين تحدثوا لوكالة الأناضول، فقد استشهد العمور برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب مما يُعرف بمراكز المساعدات الأمريكية، وقد تم انتقاد مواقع توزيع الإغاثة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة على نطاق واسع من قبل المنظمات الدولية وناشطي حقوق الإنسان باعتبارها "فخاخ موت".
تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن ما لا يقل عن 2158 شخصًا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ 27 مايو، حيث قُتل معظمهم بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، على الرغم من أن المؤسسة قد ذكرت أنها تستخدم فقط رذاذ الفلفل أو تطلق طلقات تحذيرية للسيطرة على الحشود، إلا أن الشهادات المقدمة من منظمة أطباء بلا حدود الدولية تظهر أن الهجمات على المدنيين كانت "عشوائية وموجهة".
استشهاد العمور كرياضي أثناء محاولته الحصول على المساعدات ليس الحادث الأول من نوعه، حيث قُتل لاعب كرة السلة الفلسطيني محمد شعلان الأسبوع الماضي أثناء محاولته تأمين الطعام والدواء لابنته المريضة مريم وبقية عائلته، كما قُتل في منتصف أغسطس عداء سابق في المنتخب الفلسطيني، سفيان حمدان، بعد أن أصيب برصاص إسرائيلي أثناء سعيه للحصول على المساعدات.
قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب يوم الثلاثاء إن الرياضة الفلسطينية تمر بـ"كارثة غير مسبوقة" بعد فقدان 774 رياضيًا خلال مجزرة إسرائيل في غزة، مشيرًا إلى أن العدد يشمل 355 لاعب كرة قدم و277 من الاتحادات الرياضية و142 من الكشافة الفلسطينية، بالإضافة إلى 119 شخصًا مفقودين، وأضاف الرجوب أن 288 منشأة رياضية في الضفة الغربية وقطاع غزة قد دمرت بالكامل أو جزئيًا.
تسبب العدوان الإسرائيلي في وفاة ما يقرب من 63000 فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، بينما لا يزال الآلاف مفقودين ويُفترض أنهم قد لقوا حتفهم.
