انتقادات لهيئة الإذاعة البريطانية بسبب تغطيتها للأحداث في غزة

انتقادات لهيئة الإذاعة البريطانية بسبب تغطيتها للأحداث في غزة

بعد شهور من الجدل حول وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يُزعم أنه يظهر انحيازاً لحركة حماس، أظهرت مراجعة مستقلة حديثة أن الهيئة لم تخالف معايير الحياد، ورغم ذلك، استمرت الضغوط من مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، مما أدى إلى إلغاء عرض فيلم ثانٍ عن غزة، نقلاً عن تقرير بيتر جونستون، مدير هيئة الشكاوى والمراجعة التحريرية التي تقدم تقاريرها إلى المدير العام للبي بي سي، تم رفض قائمة طويلة من الشكاوى المتعلقة بالوثائقي "كيف تنجو في منطقة حرب"، والتي تم دفعها من قبل مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، كما تم تضخيمها من قبل وسائل الإعلام البريطانية.

على الرغم من عدم وجود أي انتهاك لمعايير الحياد، إلا أن المسؤولين في البي بي سي أبدوا اعتذاراً مفرطاً عن الأخطاء التي تم تبرئتهم منها، مما أثار تساؤلات حول نواياهم الحقيقية، وكأنهم كانوا يرغبون في أن يتم إدانتهم، أعلنت هيئة الاتصالات البريطانية (أوفكوم) أنها ستفتح تحقيقاً في البرنامج، مما يعني أن الجدل حول تغطية البي بي سي للأحداث في غزة سيستمر لفترة أطول، وهو ما كان يأمله مؤيدو إسرائيل.

الهدف من هذه الضغوط هو تشتيت الانتباه عن المعاناة التي يواجهها الأطفال في غزة، حيث يعيشون في ظروف قاسية، تعرضوا للقصف، وتدمير منازلهم، وحرمانهم من الطعام، كما أن هذه الضغوط تهدف إلى دفع البي بي سي لتبني موقف أكثر تملقاً تجاه إسرائيل، مما يعني أن الهيئة ستتجنب إعطاء الفلسطينيين صوتاً في تغطيتها للأحداث.

وقد تم إزالة الوثائقي "كيف تنجو في منطقة حرب" من خدمة iPlayer الخاصة بالبي بي سي بمجرد أن بدأت الضغوط، تتسبب هذه الزيادة في الضعف من جانب البي بي سي في عواقب خطيرة، حيث ستشعر إسرائيل بمزيد من الحرية لتكثيف ما يُشتبه بأنه إبادة جماعية، وهو ما أشار إليه بالفعل محكمة العدل الدولية في يناير 2024. كما أن الضغوط ستقلل من الضغط على الحكومة البريطانية لوقف شراكتها مع إسرائيل في الإبادة الجماعية من خلال تزويدها بالأسلحة والمعلومات والدعم الدبلوماسي.

تستفيد وسائل الإعلام الكبرى، مثل تلك التي يملكها روبرت مردوخ، من هذه الأوضاع لتوجيه انتقادات أكبر للبي بي سي، مما يزيد من ضعفها، وقد أظهرت البي بي سي بالفعل علامات على دفاعيتها، حيث ألغت وثائقياً آخر بعنوان "غزة: الأطباء تحت الهجوم"، والذي يتناول التدمير المنهجي لمستشفيات غزة.

على الرغم من أن هذا البرنامج قد اجتاز الفحوصات التحريرية، إلا أن البي بي سي اعتبرت أن عرضه قد يسهم في "تصور الانحياز"، مما يعني أن المشكلة ليست في الانحياز بحد ذاته، بل في تصور الانحياز من قبل المصالح الخاصة، مثل إسرائيل وحكومتها، هذا الوضع يعكس كيف أن الحقيقة والدقة أصبحتا ضحيتين للضغوط السياسية، حيث تُفرض على البي بي سي شروط معينة حول ما يمكن قوله عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين، مما يثير تساؤلات حول استقلالية وسائل الإعلام في المملكة المتحدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *