أفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن غارات جوية إسرائيلية، نفذتها طائرات مسيرة، أسفرت عن مقتل ستة جنود سوريين في ريف دمشق، وذلك في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء، وتأتي هذه الغارات بعد أن أدانت الحكومة السورية إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع، متهمة إياها بانتهاك سيادتها بشكل متكرر، حيث اتهمت 60 جندياً إسرائيلياً بدخول أراضٍ سورية جديدة قرب جبل الشيخ، من جانبها، ادعت القوات الإسرائيلية أن جنودها كانوا في "عملية روتينية" في جنوب سوريا، الذي تحتل جزءاً كبيراً منه، وليس في منطقة بيت جن، التي حددتها سوريا.
وقد اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن الغارات التي وقعت يوم الأربعاء تشكل تهديداً مباشراً لـ"السلام والأمن الإقليميين"، حيث اتهم وزير الخارجية السوري أسعد الشعيباني إسرائيل بإنشاء مواقع عسكرية ومحطات استخبارات في المناطق المحتلة، مشيراً إلى أنها جزء من "خطط إسرائيل التوسعية والتقسيمية"، في سياق متصل، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر بالترويج علناً لرؤيته لـ"إسرائيل الكبرى"، وهو مشروع يسعى إلى استعمار الأراضي الفلسطينية وأجزاء كبيرة من لبنان وسوريا ومصر والأردن.
ومنذ احتلال هضبة الجولان في عام 1967، قامت إسرائيل بتشديد السيطرة على المنطقة، حيث استولت على أكثر من 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية الإضافية، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، التي تعد قمة استراتيجية ترتفع لأكثر من 2800 متر فوق مستوى سطح البحر، احتفل المسؤولون الإسرائيليون بهذه الاستحواذات على الأراضي كجزء من ما يسمى بـ"استراتيجية دفاعية"، لكن النقاد يعتبرون أن الحملة الإسرائيلية هي عمل صارخ من التوسع الاستعماري، وجزء من سياسة أوسع لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
وفي يناير، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بالاحتفاظ بجبل الشيخ "إلى أجل غير مسمى"، تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها المدمرة في غزة، حيث قُتل أكثر من 62000 شخص، وتستمر في احتلال جنوب لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويعكس التوترات المتزايدة بين إسرائيل وسوريا.
