قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وذلك خلال مقابلة مع مذيع يميني، حيث تحدث إلى باتريك بيت ديفيد، وهو بودكاست أمريكي ذو أصول آشورية، وأكد نتنياهو أنه يقبل بمقتل أكثر من 1.5 مليون أرمني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين واليونانيين، خلال الحرب العالمية الأولى، كإبادة جماعية، سأل بيت ديفيد نتنياهو عن سبب عدم اعتراف إسرائيل بهذه الجرائم، على الرغم من تجريم إنكار الهولوكوست في العديد من الدول، حيث أجاب نتنياهو بأنه يعتقد أن الكنيست قد أصدر قرارًا بهذا الشأن، مشيرًا إلى قرار لجنة التعليم والثقافة والرياضة في الكنيست الذي اعترف بالإبادة الجماعية في عام 2016، رغم أن هذا القرار لم يتم اعتماده من قبل الحكومة.
عندما ضغط بيت ديفيد على نتنياهو للاعتراف بالإبادة الجماعية بشكل مباشر، رد نتنياهو قائلاً: "لقد فعلت ذلك للتو، ها هو"، وقد رفضت إسرائيل لفترة طويلة الاعتراف بالقتل الجماعي الذي حدث بين عامي 1915 و1917 في ما يعرف الآن بجمهورية تركيا، وهو موقف يتوافق مع الحكومات التركية المتعاقبة.
تعترف تركيا بحدوث فظائع ضد الأرمن خلال الحرب، لكنها تصر على أن هذه القتل لم يكن جزءًا من حملة منظمة ولا يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وقد اعترفت حكومات وبرلمانات 34 دولة بالإبادة الجماعية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بينما رفضت العديد من حلفاء تركيا، مثل المملكة المتحدة وباكستان وأذربيجان، الاعتراف بذلك أو نفت حدوث إبادة جماعية.
يأتي تصريح نتنياهو في وقت يشهد فيه الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والذي اعتبرته العديد من منظمات حقوق الإنسان إبادة جماعية، مما زاد من التوترات بين حكومتي إسرائيل وتركيا بسبب مقتل أكثر من 62,000 فلسطيني، وقالت وزارة الخارجية التركية إن تصريحات نتنياهو محاولة للتشتيت عن أفعاله في غزة، حيث أضافت أن "تصريح نتنياهو بشأن أحداث 1915 هو محاولة لاستغلال المآسي الماضية لأغراض سياسية".
كما انتقدت الوزارة نتنياهو، الذي يواجه محاكمة لدوره في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، قائلة إنه يحاول تغطية الجرائم التي ارتكبها هو وحكومته، كتب كيغام باليان، ناشط أرمني مقيم في القدس، على منصة X أن تصريحات نتنياهو لا تشكل اعترافًا رسميًا، حيث قال: "'لقد فعلت ذلك للتو، ها هو' ليست اعترافًا رسميًا، بل هي مجرد هدية، وبيت ديفيد ابتلعها بدلاً من الضغط من أجل بيان فعلي".
وأكد أن الكنيست لم يمرر قرارًا رسميًا يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، يعيش في إسرائيل وفلسطين المحتلة حوالي 5,000 إلى 6,000 أرمني، وهم أنفسهم من نسل عائلات هربت من الإبادة الجماعية إلى الأراضي العربية خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد دخلت السلطات الإسرائيلية في نزاع مع أعضاء من المجتمع الأرمني في القدس بشأن صفقة أراضٍ تم توقيعها بين البطريركية الأرمنية وشركة خاصة مملوكة لمستثمر يهودي أسترالي، مما قد يؤدي إلى فقدان الحي الأرمني في القدس حوالي 25% من أراضيه، منذ يناير 2023، طالبت بلدية القدس أيضًا بمبلغ 5.7 مليون دولار كضرائب على الممتلكات من البطريركية على ممتلكات كانت تتمتع بإعفاءات تاريخية.
وفي يوم الأربعاء، أصدرت مجموعة من المنظمات الأرمنية بيانًا تدين فيه "صفقة جديدة" تم التوصل إليها بين البطريركية والمطورين، ووصفتها بأنها "أكثر خطورة من العقد الأول غير القانوني".
