أفادت تقارير أن حركة طالبان "مستعدة وجاهزة" للعمل مع نايجل فاراج، وقبول الأفغان الذين سيتم ترحيلهم من بريطانيا بموجب خطة الترحيل الجماعي الجديدة التي اقترحها حزب الإصلاح البريطاني، أعلن فاراج، زعيم الحزب، يوم الثلاثاء عن خطط لترحيل 600,000 مهاجر غير قانوني خلال خمس سنوات، مما يعني ترحيل 300 شخص يومياً، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية.
قال فاراج إن حكومته ستتفاوض على اتفاقيات إعادة مع دول مثل إيران وإريتريا وأفغانستان، التي تحكمها طالبان، يُذكر أن طالبان، التي تولت السلطة في أفغانستان في التسعينيات، اتُهمت من قبل الولايات المتحدة بإيواء مقاتلين من تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر.
في أواخر عام 2001، غزت الولايات المتحدة وحلفاؤها أفغانستان، التي ظلت تعاني من الفوضى وعدم الاستقرار منذ ذلك الحين، تُقدّر الأعداد بأن أكثر من 70,000 مدني أفغاني وباكستاني لقوا حتفهم نتيجة الحرب، وهرب عشرات الآلاف من البلاد.
في عام 2021، استعادت طالبان السلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وفي هذا السياق، قال زيا يوسف، مرشح حزب الإصلاح، يوم الأربعاء إنه سيكون "من المعقول تماماً" دفع أموال لطالبان لاستقبال المهاجرين غير القانونيين المرحلين.
نقلت صحيفة "التلغراف" عن مسؤول رفيع في طالبان مقيم في كابول قوله: "نحن مستعدون وجاهزون لاستقبال واحتضان أي شخص يرسله لنا فاراج"، وأضاف المسؤول: "نحن مستعدون للعمل مع أي شخص يمكنه المساعدة في إنهاء معاناة اللاجئين الأفغان، حيث نعلم أن العديد منهم لا يعيشون حياة جيدة في الخارج".
وأشار المسؤول إلى أنهم لن يأخذوا أموالاً مقابل قبول مواطنيهم، لكنهم يرحبون بالمساعدات لدعم القادمين الجدد، نظراً للتحديات التي تواجههم في استيعاب وإطعام العائدين من إيران وباكستان، وأكد أن "أفغانستان هي وطن جميع الأفغان، والإمارة الإسلامية مصممة على جعل هذا البلد مكاناً يمكن للجميع – سواء كانوا هنا بالفعل، أو العائدين، أو الذين يتم إرسالهم من الغرب – أن يعيشوا فيه بكرامة".
رداً على تصريحات المسؤول، قال يوسف: "حزب الإصلاح يستمر في إظهار الطريق، إذا فقط كانت هذه الحكومة العمالية الفظيعة ستتخلى عن السلطة"، كما أشار المسؤول في طالبان إلى أن فاراج قد يكون أسهل في التعامل معه من الحكومة العمالية الحالية، قائلاً: "سيتعين علينا أن نرى ما سيفعله فاراج عندما يصبح رئيس وزراء بريطانيا، ولكن بما أن آرائه مختلفة، فقد يكون من الأسهل التعامل معه من الحكومة الحالية".
بعد إعلان فاراج، أشار المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر إلى أن الحكومة العمالية لا تستبعد اتفاقية عودة مع أفغانستان، قائلاً: "لن نأخذ أي شيء من الطاولة"، ومع ذلك، وصف نيك توماس-سيموندز، وزير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، اقتراح حزب الإصلاح بأنه "غير معقول"، متهمًا فاراج بـ"تقسيم المجتمعات وإثارة الغضب".
من جهة أخرى، قال كيفن هولينرايك، رئيس حزب المحافظين، إنه قد يكون هناك استعداد للتفاوض مع طالبان بشأن إعادة المهاجرين، وفي سياق متصل، أعرب جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، عن استيائه من "شيطنة اللاجئين المستمرة"، داعياً إلى حلول بدلاً من إلقاء اللوم على اللاجئين.
منذ استعادة طالبان للسلطة، تم ترحيل تسعة أفغان إلى أفغانستان من بريطانيا، مما يثير تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة البريطانية مع قضية اللاجئين والمهاجرين غير القانونيين.
