رفض قمة الجامعة العربية خطة ترامب لإزالة الفلسطينيين من غزة

رفض قمة الجامعة العربية خطة ترامب لإزالة الفلسطينيين من غزة

عقدت الجامعة العربية اجتماعًا في القاهرة الأسبوع الماضي، حيث أصدرت رفضًا رسميًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقضي بإزالة الفلسطينيين من غزة بالقوة، وقد حضر القمة حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة مثل مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، مما يعكس رفضًا قاطعًا لرؤية ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، تعتمد هذه الخطة القاسية، التي تعكس عقلية إمبريالية، على نقل جماعي لسكان غزة، وهو أمر لم تنجح فيه حتى الحرب الإبادة التي استمرت 15 شهرًا، والتي شنتها الآلة الحربية الإسرائيلية، كما أن تنفيذ هذه الخطة يبقى غير ممكن دون تعاون الدول العربية المجاورة، التي تعتبر الطرد الجماعي للفلسطينيين تهديدًا مباشرًا لاستقرارها.

بعد أقل من شهر من بدء ولايته الثانية، جاءت تصريحات ترامب المثيرة للجدل كتصعيد سريع يمكن تفسيره بعدة طرق، حيث يمكن أن يُنظر إلى الطلب على أنه نابع من اعتقاد بأن الفلسطينيين قد هُزموا، وأن الدول العربية في حالة من الضعف والاعتماد تجعلها غير قادرة على وقف هذا التجاوز السافر لحقوقهم وسيادتهم، من جهة أخرى، قد تكون هذه التصريحات محاولة من ترامب لمكافأة بعض أكبر المانحين لحملته الانتخابية، حيث حصل ترامب خلال حملته على مئات الملايين من الدولارات من صهاينة يمينيين، بما في ذلك الملياردير بيل أكمان، ومالكة الكازينوهات مريم أديلسون، التي قدمت له 100 مليون دولار مقابل دعمه لأقصى السياسات الإسرائيلية.

ومع ذلك، لا يزال العديد من الخبراء غير متأكدين من جدية هذه الاقتراحات، نظرًا لتجاوزات ترامب المتكررة للعقلانية وبروتوكولات الدبلوماسية منذ فوزه في الانتخابات، حيث اعتبرت تصريحاته حول استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، أو دعوته لكندا لتصبح الولاية 51، أمورًا تتجاوز حدود المنطق، لم يقتصر الأمر على تصريحاته الغريبة حول غزة، بل إنه قد أصر عليها لاحقًا، مما أثار دهشة العديد من المسؤولين في إدارته، حيث لم يتم مناقشة هذا الموقف قبل إعلانه.

في هذا السياق، اعتبر ترامب أن هدف استئناف الحرب هو إزاحة حماس من غزة، وبالتالي فإن اقتراحه لا يقتصر على طرد حماس فقط، بل يشمل أيضًا طرد كامل للسكان الفلسطينيين، خلال حملته الانتخابية، دعا ترامب نتنياهو إلى "إنهاء المهمة" في غزة، لكن النظام الصهيوني لم يحقق أهدافه المعلنة، على الرغم من 15 شهرًا من الحرب الوحشية ضد المقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل.

وفقًا لهذا التحليل، يبدو أن ترامب لديه أجندة داخلية ودولية طويلة ومعقدة، ولم يكن يرغب في وراثة حرب بلا معنى ذات قيمة استراتيجية ضئيلة، تفسير آخر أكثر واقعية هو أن ترامب يستلهم من تجربته الخاصة كوسيلة لإنقاذ نتنياهو، حيث أن الوضع في غزة قد ينعكس سلبًا على استقرار المنطقة، مما يضع ترامب في موقف صعب بين دعم حليفه الإسرائيلي والضغط الدولي المتزايد لوقف الأعمال العدائية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *