صوت الفلسطينيين لا يمكن إسكاتهم رغم محاولات إسرائيل

صوت الفلسطينيين لا يمكن إسكاتهم رغم محاولات إسرائيل

في خضم الجدل حول الوثائقي الذي أنتجته بي بي سي بعنوان "غزة: كيف تنجو في منطقة حرب"، لم يتم تسليط الضوء على ما يرويه هذا الفيلم عن كيفية بقاء الفلسطينيين على قيد الحياة في حرب استمرت لمدة عام ونصف، حيث لم تُسمع أصواتهم في الجدل حول عرض هذا الفيلم، فقد عبرت امرأة كانت تهرب من أوامر الإخلاء الإسرائيلية وهي تحمل زجاجة ماء فارغة، قائلة: "تبا لكم جميعاً، ليُلعنكم الله [زعيم حماس يحيى] سنوار"، كما تحدث طفل أمام الكاميرا بنبرة خالية من المشاعر، قائلاً: "رأينا أشخاصاً موتى أمامنا، أحدهم كانت أحشاؤه تتدلى من بطنه، هل نحن في مكان آمن.

"، بينما شرح زكريا، وهو طفل في الحادية عشرة من عمره، كيف يكسب لقمة عيشه من تنظيف سيارات الإسعاف في مستشفى الأقصى، قائلاً: "أحب أن أكون متطوعاً، أريد أن أعمل في وحدة الإسعاف"، أحد المسعفين، الذي كان يرتدي سماعات الرأس كوسيلة لعزل نفسه عن الجحيم من حوله، عكس مشاعره بقوله: "أحتاج إلى غسل هذه القميص، الأطفال طاهرون وبريئون، رؤية إصابتهم هي من أصعب الأمور التي يمكن أن نشهدها، السماعات هي الأهم، تساعدني على الهروب من الحرب، من كآبة المستشفى، من القصف، من الموتى، من المصابين".

محمد طاهر، جراح العظام والأعصاب المحيطية من لندن، عرض ذراعاً قام بقطعها لطفل في العاشرة من عمره، قائلاً: "انظروا ماذا يفعل الإسرائيليون بأطفال غزة، هذا ما وصلنا إليه، لا قوة ولا قوة إلا بالله"، لكن هذا هو الهدف الحقيقي من إلغاء عرض الوثائقي الذي يعتبر ضاراً بإسرائيل، وهو إلغاء ليس فقط الفيلم، بل أي وسيلة يمكن أن تعبر عن الوحشية الاستثنائية التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد أمة تعتبر نفسها ضحية.

لقد ركز الجدل بشكل خاص على عبد الله اليزوري، الراوي البالغ من العمر 13 عاماً، الذي ارتكب، في نظر آلة الدعاية الإسرائيلية، ثلاث جرائم كبرى: أولاً، أنه لا يزال على قيد الحياة، حيث أن أكثر من 14,500 طفل لم يعودوا كذلك، وثانياً، أنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة مما يجعله موثوقاً لجمهور غربي، وثالثاً، أنه موضوعي وغير سياسي، حيث يقدم بيانات من الجيش الإسرائيلي بعد كل مجزرة يرتكبها جنوده، الخط الوحيد الذي يقدمه عبد الله في تقريره من الصعب على أي شخص خارج غزة أن يعارضه: "هل تساءلت يوماً ماذا ستفعل إذا دُمر عالمك.

"، وقد جاء الإنقاذ، ونهاية كابوس وجود أصوات فلسطينية موثوقة من غزة على شاشة بي بي سي، عندما تم الكشف عن أن والد عبد الله كان نائب وزير الزراعة في الحكومة التي تديرها حماس، مما أدى إلى تراجع بي بي سي عن موقفها، عُرف والد الصبي، أيمن اليزوري، بأنه تكنوقراط، وتم وصفه على نطاق واسع بأنه "زعيم حماس" أو "مسؤول حماس" من قبل المعلقين ووسائل الإعلام في بريطانيا، لكن كما كشفت "ميدل إيست آي" الشهر الماضي، فإن اليزوري لديه خلفية علمية بدلاً من سياسية، حيث عمل سابقاً في وزارة التعليم الإماراتية، التي لا تتعاون مع أي شخص مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بريطانية.

إذا تم تشكيل أي حكومة في غزة بعد هذه الحرب، فمن المحتمل أن تُدار من قبل تكنوقراط مثل اليزوري، حيث يعتبر الجيش الإسرائيلي أن أي شخص يعمل في غزة، سواء كان تكنوقراطياً أو غيره، هو جزء من المشكلة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *