تعيش غزة حالة من الكارثة الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، مما يضعهم في مواجهة مع الموت جوعًا، في مشهد يذكر بأساليب التجويع التي استخدمها النظام النازي في الحرب العالمية الثانية، تظهر الصور المروعة لنساء وأطفال يتسولون الطعام، بينما تتجلى معاناتهم في مشاهد مؤلمة، حيث تكتفي العائلات بجمع بقايا الدقيق من الأرض، في محاولة يائسة لتأمين لقمة العيش.
نقلاً عن تقارير متعددة، فإن الوضع في غزة قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس، حيث تم حجب المساعدات الغذائية لفترات طويلة، مما دفع السكان إلى السير لمسافات شاقة بحثًا عن الطعام، ليواجهوا الموت برصاص الجنود الإسرائيليين، في حادثة مروعة، قُتل أكثر من 30 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 170 آخرين بالقرب من موقع توزيع المساعدات في رفح، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين الجائعين.
تُعتبر المساعدات الإنسانية في غزة فخًا، حيث يتم استخدامها كوسيلة للسيطرة بدلاً من تقديم الإغاثة، تُظهر التقارير أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة، لا تقدم المساعدات، بل تتحكم في توزيعها، مما يجعل الجوع وسيلة للقتل.
يُعاني الفلسطينيون من نقص حاد في السعرات الحرارية، حيث يحصل معظمهم على أقل من 245 سعرة حرارية في اليوم، وهو ما يقل بكثير عن الحد الأدنى الذي تحدده منظمة الصحة العالمية، تاريخيًا، استخدم النظام النازي أساليب مشابهة لتجويع المدنيين كجزء من استراتيجياته الحربية، حيث تم تطوير خطة التجويع لقتل المدنيين السوفييت واليهود.
كانت هذه السياسات تهدف إلى إحداث مجاعة متعمدة، حيث تم تخصيص الغذاء بناءً على هرم عرقي، مما أدى إلى وفاة ملايين الأشخاص، اليوم، يُجبر أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على مواجهة مصير مشابه، حيث يُستثنى جزء كبير من السكان من المساعدات الغذائية.
تُظهر هذه السياسات أن الجوع ليس مجرد نتيجة للحرب، بل هو استراتيجية متعمدة تهدف إلى إضعاف الشعب الفلسطيني، إن الوضع في غزة يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، حيث يجب أن تُعتبر هذه الأفعال جرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تُتخذ خطوات فورية لإنهاء معاناة المدنيين.
إن ما يحدث في غزة هو تكرار لتاريخ مظلم، حيث يُعاقب المدنيون على وجودهم، ويُحرمون من أبسط حقوقهم في الحياة، يجب أن يتحد العالم لمواجهة هذه الانتهاكات، والعمل على تقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح، قبل فوات الأوان.
