أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إحدى القرى في ولاية شمال كردفان السودانية قد دمرت بالكامل بعد مجزرة ارتكبتها قوات الدعم السريع، حيث قُتل المئات من المدنيين في سلسلة من الهجمات التي بدأت في 12 يوليو، مع تصاعد النزاع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في هذه المنطقة الاستراتيجية، تظهر الصور التي جمعها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، والذي يراقب الحرب في السودان منذ بدايتها في أبريل 2023، الدمار الذي لحق بقرية شق النعوم، حيث تم تحديد تصاعد الدخان من عدة هياكل تم تدميرها حديثًا، بالإضافة إلى مناطق متفرقة من الاحتراق الحراري التي تشير إلى هجمات حرق متعمدة.
يُعتقد أن أكثر من 200 مدني قد قُتلوا، معظمهم حُرقوا أحياء في منازلهم أو أُطلق عليهم النار، في الهجوم على شق النعوم، الذي استمر بعد 12 يوليو، وتعتبر هذه المجزرة واحدة من الأكثر دموية خلال الحرب في السودان، حيث أظهرت لقطات تم تصويرها في القرية وجود هياكل مشتعلة وجنود من قوات الدعم السريع يركضون بين المنازل.
قالت مجموعة المحامين الطارئين لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 38 شخصًا آخرين قُتلوا في مجازر متزامنة في القرى المجاورة مثل فوجه، وأم نباك، وجاكوه، ومشقه، بينما تم اختفاء العشرات قسريًا أو اعتقالهم، وذكر أحد سكان قرية فوجه أن قوات الدعم السريع وصلت إلى قريته في قافلة مكونة من حوالي 30 مركبة، حيث أحاطت بالقرية وأجبرت الناس على الاصطفاف، ثم بدأت في تفجير المنازل.
تعتبر منطقة كردفان نقطة استراتيجية، حيث قال المحلل السوداني خلوود خير إن تصاعد القتال في كردفان يذكر ببداية الحرب، عندما لم يكن الطرفان قد استقرا بعد في قواعدهما، المدينة الاستراتيجية الأبيض، التي تقع بالقرب من الطرق المؤدية إلى دارفور والعاصمة الخرطوم، تحت سيطرة الجيش، لكنها كانت سابقًا تحت حصار قوات الدعم السريع.
في 13 يوليو، قُتل 46 مدنيًا، بينهم نساء حوامل وأطفال، في هجوم لقوات الدعم السريع على قرية حيلات حميد، بالقرب من بلدة بارا، التي كانت تحت سيطرة الميليشيات، وفي غرب كردفان، أسفرت غارات جوية للجيش عن مقتل 23 مدنيًا بين 10 و14 يوليو، وفي 17 يوليو قُتل 11 مدنيًا آخر في غارة أخرى في منطقة بارا.
تعتبر كردفان الآن نقطة استراتيجية، حيث تمر الطرق الرئيسية عبر شمال كردفان إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة، والخرطوم ومدينة أم درمان التوأم، التي استعادها الجيش مؤخرًا، ومع اقتراب موسم الأمطار في السودان، يتطلع كل من قوات الدعم السريع والجيش لتحقيق مكاسب في كردفان لشن هجمات على الفاشر أو أم درمان عندما يأتي الطقس الجاف في أكتوبر ونوفمبر.
أفاد شهود عيان أن الطائرات بدون طيار تُستخدم من قبل كلا الجانبين عبر كردفان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
