يشهد الحزب الديمقراطي الأمريكي انقسامًا بين الأعضاء التقدميين والمعتدلين بشأن الدعوة إلى فرض حظر على الأسلحة وتعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل على خلفية الصراع في غزة، حيث ناقش الحزب خلال اجتماعه الصيفي في أورا، إلينوي، اقتراحين يتعلقان بكيفية استجابة الحزب للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اعتبرتها منظمات حقوقية دولية وإعلاميون إبادة جماعية، تم تقديم الاقتراح الذي يدعو إلى فرض حظر على الأسلحة وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل من قبل العضوة في اللجنة الوطنية الديمقراطية، أليسون مينيرلي، البالغة من العمر 26 عامًا من فلوريدا، مما يعكس غضب الشباب الديمقراطي تجاه إسرائيل، إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض في تصويت تم دون احتجاج.
في المقابل، تم تقديم اقتراح آخر من قبل رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، كين مارتن، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى دعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد تم سحب هذا الاقتراح لاحقًا من قبل مارتن، حيث أشار إلى رغبته في الحفاظ على وحدة الحزب الديمقراطي، أشارت مينيرلي إلى أن اقتراحها كان ضروريًا لإعادة الحزب الديمقراطي إلى توافق مع غالبية أعضائه، حيث قالت: "سبعة في المئة فقط من الديمقراطيين يدعمون موقف الحزب الحالي في هذا الصراع، وعلينا كهيئة مسؤولة عن انتخاب الديمقراطيين تقديم حلول واضحة وقابلة للتنفيذ تتماشى مع ناخبينا".
وفي مقابلة منفصلة، أكدت مينيرلي أن هناك تحولًا يحدث بسبب الضغط السياسي، بالإضافة إلى كونه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، مضيفة أن قيادة الحزب قد لا تكون قد لحقت بهذا التغيير بعد، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة بيو في أبريل، فإن أكثر من نصف الأمريكيين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، حيث أظهر الاستطلاع أن 69 في المئة من الديمقراطيين يعبرون عن وجهة نظر غير مؤيدة تجاه إسرائيل، كما أن الشباب من الجمهوريين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا أصبحوا أيضًا أكثر احتمالًا للتعبير عن وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل، حيث بلغت النسبة 50 في المئة.
بينما قدمت إدارة ترامب والحزب الجمهوري دعمًا غير مشروط لإسرائيل، تزداد الانتقادات الموجهة لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، وقد تردد صدى دعوة مينيرلي لحظر الأسلحة مع لغة اقتراحين تم تقديمهما في يوليو الماضي من قبل السيناتور المستقل بيرني ساندرز، حيث حصلت هذه الاقتراحات على دعم أغلبية الديمقراطيين، بالإضافة إلى اثنين من المستقلين، لوقف بيع قنابل بقيمة 675 مليون دولار وشحن 20,000 بندقية هجومية إلى إسرائيل.
يمتلك الحزب الديمقراطي 45 عضوًا في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى اثنين من المستقلين المتحالفين معهم، وقد مثل تصويت 44 عضوًا لصالح الاقتراح تحولًا كبيرًا ضد إسرائيل مقارنة بمحاولة سابقة من ساندرز في أبريل، والتي لم تتمكن من جمع سوى 15 ديمقراطيًا لدعمها.
