في أبريل الماضي، حذرت تقارير من أن إندونيسيا، رغم دعمها العلني لفلسطين، تستمر في إرسال الطلاب إلى المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، وهو ما يعتبر تناقضاً دبلوماسياً وأخلاقياً، هذا التناقض أصبح أكثر وضوحاً مع استمرار إرسال الطلاب، حيث غادر مجموعة جديدة من طلاب الزراعة الإندونيسيين من شرق نوسا تنغارا إلى إسرائيل في يوليو الماضي، كجزء من برنامج تدريب في المركز الدولي للتدريب الزراعي في عربة، وهو برنامج تم توقيعه في عام 2014. على الرغم من أن الحكومة الإندونيسية لا تعترف رسمياً بإسرائيل، إلا أن هذا البرنامج يعتبر اعترافاً غير مباشر، حيث يدخل الطلاب إلى إسرائيل بتأشيرات إسرائيلية، ويتدربون في مؤسسات إسرائيلية، ويعملون على أراضٍ إسرائيلية، بينما يعاني الفلسطينيون من الحصار والتهجير.
هذا الوضع يثير تساؤلات حول مصداقية إندونيسيا في دعمها لفلسطين، خاصة في ظل تقديمها مساعدات إنسانية كبيرة، في 3 أغسطس، تجمع الآلاف من الإندونيسيين في نصب جاكرتا الوطني، حاملين الأعلام الفلسطينية ومطالبين بالعدالة لغزة، في مظاهرة سلمية تعكس الغضب والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ورغم هذه التحركات الشعبية، فإن القرارات التي تتخذها المؤسسات الإندونيسية قد تساهم في تقويض هذا الدعم، مما يشرع النظام الذي يتحمل مسؤولية تدمير غزة، أعلنت وزيرة الخارجية الإندونيسية، سوجيونو، عن تقديم 10,000 طن من الأرز كجزء من المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى مبادرات زراعية طويلة الأمد في سومطرة وكاليمانتان لدعم الأمن الغذائي الفلسطيني.
ورغم أن هذه المساعدات تعتبر ذات مغزى، إلا أن إرسال حتى طالب واحد إلى إسرائيل يسبب ضرراً سياسياً كبيراً، حيث من المستحيل إدانة نظام الفصل العنصري بينما يتم التسجيل في مؤسساته، بعض المدافعين عن برامج التبادل الأكاديمي يعتبرونها غير سياسية، ويؤكدون أن الطلاب يذهبون فقط لتعلم الزراعة، لكن هذا الرأي يتجاهل الواقع.
التقدم الزراعي الإسرائيلي لا يتم في فراغ، بل يتم على أراضٍ مسروقة وموارد مائية مسروقة، من خلال اقتصاد مبني على الاحتلال، بينما يقوم الطلاب الإندونيسيون بري المحاصيل في صحراء عربة، يشاهد المزارعون الفلسطينيون بساتينهم تذبل تحت الحصار والقصف.
التعليم في هذه الحالة ليس محايداً، بل هو أداة لتبييض الاحتلال، كما أن المركز الدولي للتدريب الزراعي في عربة ليس مؤسسة تابعة لليونسكو، بل هو جزء من آلة تهدف إلى عرض القوة التكنولوجية الإسرائيلية مع إخفاء وحشية سياساتها.
كل طالب إندونيسي يشارك في هذا البرنامج يصبح، سواء كان مدركاً أم لا، جزءاً من هذا النظام.
