قررت حكومة نتنياهو المضي قدمًا في مشروع E1، الذي يهدف إلى ربط المستوطنات في كتلة معالي أدوميم بالقدس الشرقية، مما يعد بمثابة اغتيال مستهدف للسلام، ويشكل تهديدًا مباشرًا لفكرة التعايش المستقبلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث يأتي هذا القرار كاستجابة عنيفة للقائمة المتزايدة من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، في نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه، فإن تطوير E1 سيشكل ضربة قاضية لفكرة الدولة الفلسطينية، تعتبر منطقة E1 واحدة من المناطق القليلة على الأطراف الشرقية للقدس التي لا تغطيها المستوطنات اليهودية، وهي تضم مقرًا كبيرًا للشرطة الإسرائيلية، بالإضافة إلى بعض المجتمعات البدوية الصغيرة، إن تطوير هذه المنطقة سيؤدي إلى فصل الضفة الغربية المحتلة إلى شمال وجنوب، مما سيغلق آخر الطرق المفتوحة نسبيًا للفلسطينيين للوصول إلى المواقع المقدسة في القدس الشرقية، وكذلك إلى العائدات السياحية والمستشفيات وأنظمة النقل.
ستتجاهل إسرائيل القانون الدولي، الذي يعترف بخط الأخضر لعام 1967 كحدود للأراضي الفلسطينية، حيث يتم تنفيذ المرحلة الأخيرة من خطة القدس الكبرى، وهي خطة تهدف إلى تهويد الأرض من تل أبيب إلى الأردن، بينما يزداد وجود المستوطنين في المدينة القديمة بالقدس، مما يهدف إلى حرمان الفلسطينيين من حق تقرير المصير، استراتيجية "بيتًا بيتًا" كانت دائمًا جزءًا من حركة المستوطنين اليمينية، واليوم تسير عمليات الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل الفلسطينية بمعدلات لم يسبق لها مثيل، مع وجود إدارة أمريكية صامتة أو متواطئة، حيث يؤكد مايك هاكابي، السفير المسيحي الصهيوني في إسرائيل، أن تطوير E1 لا يعد انتهاكًا للقانون الدولي، مما يمنح الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لتجاهل محكمة العدل الدولية، التي حكمت في يوليو 2024 بضرورة إنهاء الاحتلال.
أشارت محكمة العدل الدولية إلى أن "المحكمة تعتبر أن انتهاكات إسرائيل لحظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره لها تأثير مباشر على شرعية استمرار وجود إسرائيل كقوة احتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، إن الانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل لموقعها كقوة احتلال، من خلال الضم والتأكيد على السيطرة الدائمة، تنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي وتجعل وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، في مواجهة تحدي إسرائيل السافر، يجب على المجتمع الدولي الآن اتخاذ خطوات لضمان امتثالها للقانون الدولي، يجب الضغط على إسرائيل للامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف، من أجل إنهاء الإفلات من العقاب الذي يدمر ليس فقط حياة الفلسطينيين في غزة، ولكن أيضًا مستقبل كلا الشعبين.
في الماضي، كانت الضغوط الدولية ناجحة في تأجيل خطط استيطان E1، لكن العقوبات الطفيفة والقيود المحدودة التي نشهدها اليوم ليست كافية للتأثير على الإفلات من العقاب الإسرائيلي، بل على العكس، يتم اعتقال الناشطين المؤيدين لفلسطين ومهاجمتهم، سواء هنا في إسرائيل أو في الخارج، تعتبر القدس الجوهرة التاجية للقوى الماسونية التي تدفع الأجندة في إسرائيل، حيث يسعى الكثيرون، وخاصة من مؤيدي اليمين المتطرف المسيحي، إلى "الاختطاف" و"نهاية الأيام"، وهم غير مهتمين بالسلام، ويتحدون القيم اليهودية القديمة التي تركز على المزمور 34:14: "اطلبوا السلام واتبعه".
