تسليط الضوء على دور الإعلام الغربي في تبرير الجرائم الإسرائيلية في غزة

تسليط الضوء على دور الإعلام الغربي في تبرير الجرائم الإسرائيلية في غزة

تتواصل الأحداث المأساوية في غزة، حيث تتعرض السكان لعمليات إبادة جماعية ممنهجة، وقد تم تأكيد أن المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون هي نتيجة مباشرة لسياسات إسرائيل، منذ بداية النزاع، اعتمدت إسرائيل على سلسلة من الأكاذيب التي يسهل دحضها لتبرير عمليات القتل الجماعي، مثل الادعاءات حول قطع رؤوس الأطفال ووجود حالات اغتصاب جماعي، وهي مزاعم لم يتم إثباتها.

في الوقت الذي تتعرض فيه غزة لتدمير شامل، قامت إسرائيل بقطع المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ودمرت المستشفيات، وقتلت واعتقلت وعذبت الطواقم الطبية، كما ادعت إسرائيل أن لديها وثائق تثبت أن الأمم المتحدة كانت واجهة لحركة حماس، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك.

وقد تعرضت جميع مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى للهجوم، حيث زعمت إسرائيل أن هذه المستشفيات كانت مبنية فوق مراكز قيادة حماس، رغم عدم العثور على أي من هذه المراكز، في إطار هذا السرد، قامت إسرائيل باعتقال الأطباء البارزين في غزة، الذين كانوا يعملون بلا كلل لعلاج المصابين، ووصفتهم بأنهم "عملاء لحماس".

كما قامت إسرائيل بمنع الصحفيين الغربيين من الوصول إلى غزة، واستهدفت الصحفيين الفلسطينيين واحدًا تلو الآخر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 صحفي، بما في ذلك 11 صحفيًا في الأسابيع القليلة الماضية، من بينهم مراسلون من "ميدل إيست آي" و"الجزيرة"، لم يبدِ الصحفيون الغربيون أي رد فعل يذكر على استبعادهم من غزة على مدى 22 شهرًا من الإبادة الجماعية، حيث تجاهلوا مقتل زملائهم في غزة.

ولكن في هذا الشهر، احتفلت إسرائيل بضربة جوية أسفرت عن مقتل ستة صحفيين فلسطينيين، بما في ذلك الفريق الذي يغطي غزة من قناة الجزيرة، تزامنت هذه الضربة مع استدعاء إسرائيل لـ60,000 جندي لشن هجوم نهائي على غزة، حيث يختبئ حوالي مليون فلسطيني، نصفهم من الأطفال، في ظروف مأساوية.

هؤلاء المدنيون إما سيُقتلون أو سيتم احتجازهم في معسكر اعتقال تسميه إسرائيل "مدينة إنسانية" بالقرب من الحدود مع مصر، حيث سينتظرون الترحيل المحتمل إلى جنوب السودان، بررت إسرائيل مقتل طاقم الجزيرة بالقول إن أحدهم، أنس الشريف، كان "إرهابيًا من حماس"، وهو ادعاء لا يقل سخافة عن المبررات التي استخدمتها لتبرير استبعاد عمال الإغاثة وقتل واعتقال الطواقم الطبية في غزة.

الأطباء في غزة، الذين يواجهون أعدادًا من القتلى والجرحى تفوق ما يُشاهد عادة في الكوارث الطبيعية، يُزعم أنهم كانوا يتعاونون مع مقاتلي حماس، وهو ما يتعارض مع الواقع الذي يعيشونه، يُظهر هذا الوضع كيف أن الإعلام الغربي قد ساهم في تبرير الجرائم الإسرائيلية، حيث يتعين على الصحفيين العرب إثبات ولائهم الأيديولوجي للصحفيين الغربيين قبل أن تُعتبر آراؤهم وحياتهم ذات قيمة.

إن ما يحدث في غزة هو مأساة إنسانية تتطلب اهتمامًا عالميًا، ولكن يبدو أن هناك تواطؤًا من بعض وسائل الإعلام الغربية في تغطية هذه الأحداث.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *