أثارت قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح لمجموعة من المتخلفين عن الخدمة العسكرية من الحريديم بالسفر إلى أوكرانيا، جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في غزة، حيث تتصاعد حدة النزاع، يأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، مما أثار تساؤلات حول أولويات الحكومة الإسرائيلية في وقت يتطلب فيه الوضع الوطني الوحدة والتضامن، وقد اعتبره البعض خطوة غير محسوبة في وقت حساس للغاية، حيث يُظهر انقساماً في المجتمع الإسرائيلي.
في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تحديات كبيرة في غزة، يعتقد الكثيرون أن السماح لهؤلاء الشباب بالسفر يعكس تبايناً في المعايير بين فئات المجتمع، حيث يُعتبر الحريديم جزءاً من المجتمع الذي يتمتع بامتيازات خاصة في ما يتعلق بالخدمة العسكرية، مما يزيد من الاستياء العام، نقلاً عن مصادر محلية، فإن هذا القرار قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الغضب بين المواطنين الذين يرون أن هناك حاجة ملحة لتجنيد جميع الفئات في المجتمع لمواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتطلب تضافر الجهود.
تجدر الإشارة إلى أن الحريديم، الذين يتمتعون بتقاليد دينية قوية، غالباً ما يُعفى بعضهم من الخدمة العسكرية لأسباب دينية، مما يثير جدلاً حول العدالة والمساواة في تحمل الأعباء الوطنية، في وقت يتزايد فيه الضغط على الحكومة لتجنيد المزيد من الشباب، في هذا السياق، يواجه نتنياهو انتقادات من مختلف الأطراف السياسية، حيث اعتبر البعض أن هذا القرار يعكس ضعف القيادة في وقت الأزمات، بينما يرى آخرون أنه قد يكون له تأثيرات سلبية على صورة الحكومة في نظر الجمهور.
مع تصاعد الأحداث في غزة، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية بحاجة إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه التجنيد، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتطلب تضافر الجهود من جميع فئات المجتمع، لضمان الأمن والاستقرار في البلاد، في النهاية، يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية تأثير هذا القرار على الوضع الداخلي في إسرائيل، وما إذا كان سيساهم في تعزيز الانقسام أو في توحيد الصفوف في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
