
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا من أحد المتابعين على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، نصه يقول: هل السجائر تنقض الوضوء؟ إذ يعد من المسائل التي تحدث جدل واسع بين المواطنين، نظرا لاختلاف الآراء حول هذه المسألة.
هل السجائر تنقض الوضوء
أجابت الإفتاء على سؤال هل السجائر تنقض الوضوء؟ موضحة أن نواقض الوضوء معروفة مثل خروج الريح من القبل أو الدبر أو النوم، مؤكدا أن شرب السجائر ليس من نواقض الوضوء، لكن من المستحب قبل الصلاة أن يتم ازالة رائحة السجائر بالمضمضة نظرا لكونها كريهة حتى لا يؤذي إخوانه المصلين، بهذه الرائحة.
وتابعت الإفتاء: الطيبات هي كل ما عاد على الإنسان بالنفع الحسي أو المعنوي أو لم يضره، والخبائث كل ما ضرَّ الإنسان حسيًّا أو معنويًّا. وقال عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ولقد رُوِي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ورواه مالك في الموطأ عن يحيى المازني رضي الله تعالى عنه، ورواه ابن ماجه عن عبادة بن الصامت، وقد ثبت طبيًّا أن التدخين بكل أنواعه مضرٌّ بصحة وبدن الإنسان، فيكون محرمًا.
حكم شرب السجائر
أما عن حكم شرب السجائر أشارت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها سابقة أن الدين الإسلامي، حرم كل ما يضر بجسم الإنسان سواء كان حسيا أو معنويا، مستشهدة بقول الله عز وجل، فقال تبارك وتعالى:«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ» «الأعراف: 157»
ولا ريب أن الدخان والمسكرات كلها من الخبائث، وهكذا الحشيشة المسكرة المعروفة من الخبائث أيضًا، فيجب ترك ذلك، لأنه يضر جسمه ضررًا كبيرًا، ويترتب عليه تعطيل الأوقات، وضياع الصلوات، فالواجب على من يتعاطاه أن يدعه، ويتوب إلى الله من ذلك، وأن يحفظ صحته وماله وأوقاته فيما ينفعه؛ لأن الواجب على المؤمن أن يحذر ما يضره بدينه ودنياه.